تعيين السفير الفرنسي في الجزائر مديرا لجهاز الاستخبارات
الجزائر – «القدس العربي»: عين الرئيس الفرنسي مديراً جديداً لجهاز الاستخبارات الفرنسية هو برنارد إيميي السفير الفرنسي في الجزائر، والذي انتهت مهمته كسفير لبلده، ليكون له المسار نفسه تقريباً مثل السفير الأسبق برنارد باجولي الذي عينه الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي مسؤولاً لكل الأجهزة الأمنية على مستوى قصر الإليزيه، الأمر الذي يعكس أهمية منصب السفير الفرنسي في الجزائر.
ويأتي تعيين إيميي كمسؤول لجهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسية في إطار التغييرات التي شرع فيها الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون على مستوى المناصب الحساسة، وهو تقليد دأب عليه الرؤساء الفرنسيون، الذين يختارون من يعملون معهم على مستوى المناصب الحساسة في الدولة، والتي لا تخضع عادة إلى الخلفيات السياسية، بقدر ما تأخذ في الاعتبار عامل الكفاءة، بدليل أن الرئيس السابق فرانسوا أولاند عن وصوله إلى الحكم في 2012، أبقى على اليميني جان بيار رافاران كمسؤول عن الملف الاقتصادي الجزائري، رغم أن الأخير قدم استقالته بمجرد وصول أولاند إلى الحكم.
وقال بيان صدر عن الإليزيه إن تعيين إيميي كمسؤول لجهاز الأمن الخارجي المكلف بمكافحة التجسس، يأتي في وقت تم فيه تعيين بيار بوسكيت دي فلوريان كمسؤول عن التنسيق بين الأجهزة الأمن ومكافحة الإرهاب، علماً أن بوسكيت دي فلوريان سبق له أن شغل مدير جهاز مراقبة الإقليم (الأمن الداخلي) كما تم تعيين لوران نونيز كمدير عام للأمن الداخلي، وستكون لهذه الأجهزة المهمة العملياتية للاستخبارات تحت وصاية الوزارات المختصة.
ويعتبر برنارد إيميي وهو من مواليد سنة 1958 وخريج المدرسة العليا للإدارة، من الدبلوماسيين الذين عملوا في سفارات عدة خلال مسارهم المهني، فقبل وصوله إلى العاصمة الجزائرية سنة 2014 كسفير فوق العادة لبلاده كان قد عمل سفيراً لفرنسا في لندن بداية من سنة 2011، كما سبق له أن اشتغل في بداية مساره المهني كدبلوماسي في سفارة فرنسا في نيودلهي بالهند ما بين 1984 و1986، كما عمل كسكرتير أول ثم كمستشار ثان في السفارة الفرنسية في واشنطن ما بين سنتي 1988 و1992، وبعد عودته إلى وزارة الخارجية عمل كنائب مدير مكلف بمنطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قبل أن يتم استدعاؤه سنة 1993 للالتحاق بديوان رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبي كمكلف بمهمة، وبعد سنتين قضاهما إيميي في ديوان جوبي، استدعي من طرف الرئاسة الفرنسية في عهد الرئيس الأسبق جاك شيراك، كمستشار دبلوماسي وتقني وعمل، وفي عام 1998 عين كسفير لفرنسا في العاصمة الأردنية عمان، وفي 2002 عاد إلى وزارة الخارجية التي عين فيها كمدير لشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وفي 2004 عين كسفير لبلاده في العاصمة اللبنانية بيروت، وفي 2007 عين سفيراً لفرنسا في العاصمة التركية أنقرة، لينتقل بعدها إلى العاصمة لندن، التي قدم منها إلى الجزائر.
وتأتي هذه التغييرات في الأجهزة الأمنية الفرنسية في وقت تواده فيه فرنسا تهديدات إرهابية، بعد الاعتداءات المتكررة التي وقعت فيها خلال السنتين الماضيتين، والتي تفرض على الأجهزة الأمنية التأقلم مع التحديات المتخلفة، خاصة وأن الخطر قادم من الداخل الفرنسي، وأن الحرب الأولى التي يجب على السلطات الفرنسية كسبها هي تلك المتعلقة بالتطرف، والأكيد أن خبرة الاجهزة الأمنية الجزائرية ستكون مطلوبة، لأن ماكرون ألح كثيرا على ذلك عندما كان يخوص معركة الانتخابات الرئاسية، كما أن تعيين إيميي الذي عمل لأكثر من 3 سنوات في الجزائر على رأس جهاز المخابرات الخارجية سيعزز هذا التوجه الموجود لدى الرئيس الفرنسي الجديد.
Share on FacebookClick to share on TwitterClick to share on Google+