تواصل المظاهرات الليلية في الحسيمة في ظل المزيد من الاعتقالات

تواصل المظاهرات الليلية في الحسيمة في ظل المزيد من الاعتقالات

تواصل المظاهرات الليلية في الحسيمة في ظل المزيد من الاعتقالات

الرباط «القدس العربي»: تواصلت مساء اول السبت التظاهرات الليلية في منطقة الريف شمال المغرب، وشهدت الحسيمة تظاهرات جديدة في ظل اعتقالات جديدة مع تقديم عدد من المعتقلين الى النيابة العامة، حيث اعتقلت السلطات 6 ناشطين من بينهم المرتضى إعمراشا، أحد نشطاء حراك الريف، دون ان يعرف مصيره ان كان سيتم ترحيله إلى الدار البيضاء للتحقيق معه من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أم أنه سيتم التحقيق معه في الحسيمة.
ويصنف المرتضى، وهو سلفي سابق، بكونه من بين الأصوات العاقلة والحكيمة منذ بداية الحراك، وكان من بين منتقدي خطاب ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف.
وأعاد مقربون من المرتضى ان اعتقاله قد يكون بسبب ما ادلى به من تصرحات حول الدعوات الموجهة للملك للتدخل لإطلاق سراح المعتقلين وتحقيق مطالب أهالي المنطقة حيث قال قبل ساعات من اعتقاله إنه «لا يريد تدخل لا الملك ولا غيره، لأنه هو المتدخل إلى الآن» إنما «أرجو تدخل الشارع بقوته ونزول الأغلبية الصامتة عن هذا الظلم إلى الميدان لحسم المعركة للأحرار، والإفراج عن كافة المعتقلين وتحقيق مطالبنا».
واوضح المرتضى إعمراشا، في تصريحات لموقع «لكم» المغربي إن «الملك هو الذي أرسل الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية مطلع شباط/ فبراير الماضي يبلغ فيه ساكن الحسيمة رضاه وعطفه على أبناء الإقليم، وهو الذي أرسل الوفد الحكومي الشهر الماضي دون أن يطلب منهم حوار نشطاء الحراك، والقرار السياسي بالبلاد بيده، بمعنى أن لا شيء من تطورات الأحداث غائب عنه».
وأضاف إعمراشا «أنا شخصياً طالبت بزيارة ملكية قبل تفجر الأحداث الأخيرة مثل كثير من الساكنة، لكن تم اختيار المقاربة القمعية، لذلك لا يمكن التعويل إلا على الشارع الريفي والمغربي عموما للضغط من أجل الإفراج عن المعتقلين الذين يتضح يوماً بعد يوم أن ملفاتهم مفبركة وتم توريط القضاء في هذا التآمر السياسي على الريف للأسف».
وقال إعمراشا «أنا لست من القيادات بل تأثيري محدود جداً، وأنشط إعلامياً أكثر من نشاطي الميداني، حيث فتحت قناة إعلامية متتبعة للشأن المحلي ورائدة في نقل الأحداث واعتقل اثنين من رفاقي فيها لكننا لم نتوقف عن نقل الأحداث» يقول المرتضى في التصريح ذاته، مؤكداً أن «الجماهير لا قائد لها حالياً، وإنما تخرج بشكل عفوي وبوسائل تواصل إلكترونية تجعل الساكنة تنزل للموقع المتفق عليه مرة واحدة».
وقالت هبة مرايف، مديرة البحوث لشمال إفريقيا بمكتب تونس الإقليمي التابع لمنظمة العفو الدولية، «نخشى أن تكون حملة الاعتقالات هذه محاولة متعمدة لمعاقبة المحتجين في منطقة الريف على اعتراضهم السلمي طيلة شهور».
من جهة أخرى أحالت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بعد ظهر السبت الناشطة الفنانة سليمة الزياني (سيليا)، أمام الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء وقرر قاضي التحقيق، إلحاقها برفاقها بسجن عكاشة في الدار البيضاء بعد أن تم اعتقالهما في مدينة الحسيمة، يوم الاثنين الماضي.
وتعتبر سيليا المعروفة بفنانة الحراك، وتدرس في السنة الثانية في الجامعة من القياديات في الحراك بالريف منذ بدايته، خصوصاً في صفوف النساء، وهي الفتاة الأولى التي يتم اعتقالها ونقلها إلى الدار البيضاء. وقال محامي في هيئة الدفاع عن المعتقلين ان «سيليا» تحدثت عن تعرضها للتعنيف والضغط النفسي خلال عملية اعتقالها من طرف العناصر الأمنية بالحسيمة.
ونشر المحامي محمد أغناج العضو في هيئة الدار البيضاء، صورة لمجموعة من المحاميات والمحامين أعضاء هيئة دفاع معتقلي نشطاء حراك الريف، وهم واقفون أمام مكتب قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، ينتظرون تقديم الناشطين سيليا الزياني وكريم أمغار على أنظاره بعدما تم تقديمهما قبل ساعتان تقريباً أمام الوكيل العام للملك، الذي قرر إحالتهما على قاضي التحقيق.

m2pack.biz