ثلاثة أرباع سكان «القائم» ما زالوا في مخيمات النزوح

ثلاثة أرباع سكان «القائم» ما زالوا في مخيمات النزوح

ثلاثة أرباع سكان «القائم» ما زالوا في مخيمات النزوح

القائم «القدس العربي»:أكدت مصادر محلية مطلعة على الأوضاع المعيشية في مدينة القائم على الحدود العراقية – السورية، بعد استعادتها من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني، حصول تحسن تدريجي في توفير مستلزمات الحياة اليومية للمدينة، التي لا يزال أكثر من ثلاثة أرباع سكانها في مخيمات النزوح، إذ تحول ظروف «معقدة» دون عودتهم.
أحمد العاني، الذي وصل قبل يومين فقط إلى مدينة أربيل، بعد فراره قبل عامين ونصف من القائم، قال ل» القدس العربي»: «بقيت في المدينة لحراسة منزلي خشية قيام عناصر تنظيم الدولة، باستخدامه لتخزين الأسلحة أو إسكان أحد عوائلهم ما يعرض المنزل للقصف الجوي».
ولفت إلى حدوث حالات «نهب قليلة» لبعض البيوت التي تعود إلى «مشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة من قبل ملثمين»، دون أن يعرف «هوية الملثمين أو إلى أي جهة ينتمون»؛ لكنه قال، إنهم «غرباء عن المنطقة، ويقومون بنقل المسروقات بسيارات حمل كبيرة إلى خارج المدينة باتجاه طريق القائم الرطبة في معظم الحالات».
وشاهد المصدر، وفق ما أكد «عدداً من الملثمين يقومون بتحميل أثاث منزل يعود إلى جار له».
وأشار إلى أن المجلس المحلي لقضاء القائم «قام قبل نحو أسبوع بتوزيع مواد تموينية حسب البطاقة العائلية التي كان معمول بها قبل سيطرة تنظيم الدولة، على المدينة في صيف 2014»، مضيفا: «استلمت مجانا كيس رز وزنه 50 كيلوغراما وكيس سكر وكيسين من مادة الطحين وزيت الطبخ ومواد أخرى منها العدس والبرغل».
وذكر أن «عددا من المنظمات الإغاثية قدمت مساعدات غذائية إلى سكان المدينة منذ اليوم التالي لتحريرها من تنظيم الدولة»، مشيرا إلى أن «سكان المدينة ليسوا في حاجة لأكثر من السماح لهم بالعودة السريعة إلى مدينتهم».
وتحدث العاني، حسب ما كشف، إلى أحد ضباط الفرقة الثامنة برتبة رائد عن معوقات عودة السكان إلى منازلهم، إذ أفاده الضابط بأنه يمكن له أن يزور عائلته في أربيل لكن «لا يسمح لهم بالعودة إلى المدينة حتى يتم اتخاذ بعض الإجراءات للحفاظ على أرواح السكان».
ونقل عن الضابط قوله، إن «فرق الهندسة العسكرية المتخصصة بتفكيك الألغام لا زالت تعمل لتطهير مداخل المدينة وشوارعها من العبوات المزروعة وتمشيط البيوت بيتا بيتا خشية أن يكون تنظيم الدولة قد قام بتفخيخها».
وبين أن «عدد البيوت التي تم تفكيك العبوات المزروعة فيها بلغ سبعة بيوت، فيما تم تفجير أحد الهياكل لبيت مفخخ غير مكتمل البناء عند مدخل المدينة الشرقي قرب مستشفى القائم العام».
وتطارد وحدات من القوات التابعة ل«قوات الجزيرة والبادية» و«الفرقة الثامنة» التابعة للجيش العراقي بإسناد من حشد عشائر الغربية، الإرهابيين في منطقة الجزيرة على الضفة الشمالية من نهر الفرات»، حسب ما نقل العاني عن الضابط، الذي أعتبر أن «عودة النازحين أمر لا يخص قيادة القوات التي حررت المدينة».
وأضاف أن هذه القوات «تقوم بتطهير القائم والبحث عن مخابئ الأسلحة أو أماكن اختباء إرهابيي تنظيم الدولة».
وتابع : «يعتمد على التنسيق مع الموظفين في الدوائر الخدمية لإعادة الخدمات أولا ومن ثم عودة موظفي بعض الدوائر لإعداد قوائم العودة وتجهيز الاستمارات الالكترونية للراغبين بالعودة بعد التدقيق الأمني للتأكد من سلامة موقفهم من التنظيم».
وتوقع أن مثل هذه الإجراءات قد «تستغرق فترة شهرين إلى ثلاثة أشهر قبل بدء عودة النازحين».

m2pack.biz