جنوب السودان جولة محادثات جديدة بين المعارضة والحكومة على وقع تصعيد عسكري

جنوب السودان: جولة محادثات جديدة بين المعارضة والحكومة على وقع تصعيد عسكري

جنوب السودان... جولة محادثات جديدة بين المعارضة والحكومة على وقع تصعيد عسكري

أديس بابا جوبا «القدس العربي» وكالات: عقدت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) محادثات السلام في أديس أبابا بهدف إعادة الطرفين المتحاربين في جنوب السودان مجددا إلى طاولة المفاوضات، بعد أن انهار في العام الماضي اتفاق سلام كان قد تم التوصل إليه في 2015 خلال قتال عنيف في العاصمة جوبا.
وفي بداية محادثات أديس أبابا انتقد رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسالين بشدة الطرفين المتحاربين.
وقال: «أكثر من نصف شعب جنوب السودان (مقسم) بين لاجئين في دول مجاورة ونازحين داخليين أو يعاني من انعدام الأمن الغذائي داخل قراهم». وأضاف «واضح تماما أن كل هذه المعاناة تحدث بسبب أنكم، أنتم زعماء جنوب السودان، لم تنجحوا أكثر من مرة في التحدث فيما بينكم أوالتفاوض أو (إبداء) التسامح أو (تقديم) حلول وسط».
وتابع: «اليوم أناشدكم أن توقفوا هذا العناد».
وتزامنت الجولة مع تبادل اتهامات وتصعيد عسكري، إذ اتّهم الجيش الحكومي في دولة جنوب السودان، ، قوات تابعة للمعارضة المسلحة الموالية لنائب الرئيس السابق ريك مشار، ب»اختطاف» 4 موظفين تابعين لمنظمة إغاثة فرنسية.
وقال العميد لول رواي، المتحدث باسم الجيش الحكومي، في تصريحات إعلامية، إن «المعارضة نصبت، أول أمس الأحد، كمينا لعربة تابعة لمنظمة «سوليداريتيس انترناشونال» الفرنسية.
وأضاف أن الكمين المنصوب على الطريق الرابط بين مدينتي راجا أقصى شمال غربي البلاد، وواو الواقعة جنوبها، أسفر عن اختطاف 4 من موظفي المنظمة». ولفت أن «أحد المختطفين يحمل جنسية أوروبية لم نتمكن من تحديدها بعد، والبقية مواطنون من دولة جنوب السودان».
وأشار أن الحكومة «لم تتمكن بعد من معرفة المكان الذي تم احتجاز المختطفين فيه، بعد حرق سيارتهم بالكامل في الكمين».
وطالب رواي «المجتمع الدولي بإدانة الهجوم الذي شنه المتمردون على عمال الإغاثة الدوليين»، معتبرا أن «تلك الممارسات ستكون لها تأثيرات كبيرة على عمل المنظمات في تقديم المساعدات للمواطنين بتلك المنطقة».
وتعمل منظمة «سوليديريتيس انترناشونال» في مجال تقديم المساعدات الإنسانية في منطقة «راجا» بولاية «لول» في جنوب السودان.
ووجه الجنرال تعبان دينق قاي، نائب رئيس جنوب السودان، قائد فصيل المعارضة المسلحة الموالي للحكومة، قواته، بوقف إطلاق النار فورا، لتهيئة الأجواء لمنتدى إحياء اتفاق السلام.
وقال العقيد ديكسون قاتلواك، المتحدث باسم فصيل المعارضة الموالي للحكومة، في بيان، إنهم وجهوا قواتهم في مناطق جونقلي وأعالي النيل (شمال شرق) وإقليم الإستوائية (جنوب) بوقف جميع أشكال الأعمال العدائية.
وأضاف أن «المسؤولية تقتضي من القوات النظامية والفصائل التي تقاتل الحكومة في مختلف أرجاء البلاد وقف إطلاق النار».
وناشد «قاتلواك» بقية المجموعات المسلحة أن تحذو حذو فصيله، وتعلن وقفا شاملا لإطلاق النار.
ودعا الهيئة الحكومية للتنمية في شرقي أفريقيا (إيغاد)، لرعاية عملية السلام، وإلى اتخاذ تدابير صارمة ضد كل من يخرق وقف إطلاق النار.
في المقابل، اتهم متمردو جنوب السودان القوات الحكومية بمهاجمة إحدى قواعدهم ، تزامناً مع مع بدء جولة جديدة من محادثات السلام بين الطرفين المتحاربين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وقال لام فول قبريال، نائب المتحدث باسم قوات المعارضة، الموالية لنائب الرئيس السابق ريك مشار، في بيان: هاجمت قوات العدو (يقصد الجيش الحكومي) موقعنا في منطقة لاسو، وقد وجهنا قواتنا بالانسحاب منها فورا، تفاديا لوقوع خسائر بين المدنيين».
واعتبر أن «هجوم القوات الحكومة يثبت أنها لا ترغب في تحقيق السلام والاستقرار»، ودعا رعاة مفاوضات السلام إلى إدانة هذا الهجوم.
ومنذ ديسمبر/ كانون الأول 2013 تعاني جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء شعبي عام 2011، من حرب أهلية بين القوات الحكومية وقوات المعارضة اتخذت بعدا قبليا، وخلفت نحو 10 آلاف قتيل ومئات الآلاف من المشردين، ولم يفلح في إنهائها اتفاق سلام أبرم في أغسطس/آب 2015.
و«إيغاد» منظمة أفريقية شبه إقليمية، تأسست عام 1996، وتتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم دول القرن الأفريقي (شرق أفريقيا) الصومال وجيبوتي وكينيا وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا.

m2pack.biz