خيارات «درع الفرات» بعد إعلان القوات الأمريكية نشر قواتها في مدينة منبج السورية

خيارات «درع الفرات» بعد إعلان القوات الأمريكية نشر قواتها في مدينة منبج السورية

خيارات «درع الفرات» بعد إعلان القوات الأمريكية نشر قواتها في مدينة منبج السورية

الحسكة «القدس العربي»: بعد مرور أقل من أسبوع على إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن عملية درع الفرات في شمالي سوريا ستستكمل المرحلة المقبلة متجهة إلى مدينة منبج، سارعت القوات الكردية إلى إعلان تسليم مواقعها الفاصلة مع فصائل الجيش الحر إلى ما وصفتها بقوات حرس الحدود التابعة للدولة السورية، إلا أن إعلان وزارة الدفاع الأمريكية يوم الاثنين نشر قوات أمريكية داخل مدينة منبج وما حولها من أجل ضمان عدم مهاجمة الأطراف المختلفة لبعضها البعض وإبقاء التركيز منصباً على قتال تنظيم الدولة الإسلامية، طرح تساؤلات عديدة لدى المتابعين في الشأن السوري عن خيارات درع الفرات المقبلة.
ويقول المختص في الشأن التركي عبو الحسو، إن كل الخيارات مفتوحة أمام عملية درع الفرات التي ما زالت مستمرة وتقترب أكثر من مدينة منبج وأضاف الحسو في تصريح ل «القدس العربي»، «أن الاشتباكات قائمة اليوم على أطراف مدينة العريمة، وهناك زيارة لأردوغان إلى موسكو في 10 آذار/مارس المقبل التي من بعدها سيتم تحديد الموقف التركي بشكل اوضح من عملية تسليم مدينة منبج إلى النظام أو قد تفضي المحادثات إلى تسليمها إلى قوات درع الفرات، ولفت الحسو إلى أن الصدام المباشر بين قوات درع الفرات وقوات «قسد» بدأ الآن ومن الممكن أن يمتد إلى الصدام مع قوات النظام أيضاً حتى وإن كانت هناك مناوشات خفيفة لا ترقى إلى وجود معركة حقيقية بينهم، وربما يصل الأمر إلى صدام مباشر مع القوات الأمريكية ان أصر الامريكان عن عدم التخلي عن دعمها لقوات الحماية الشعبية وأخذ تحفظات تركيا وأمنها القومي بعين الاعتبار». وأشار إلى أن الرد التركي قد يكون في مكان آخر في تل أبيض أو عفرين ولا سيما بعد ورود أخبار عن تدريب 5000 عنصر من قوات الحماية الشعبية وتشكيلها تهديداً مباشراً لتركيا.
وقال المحلل السياسي السوري أسامة عمر أن الساحة السورية تشهد فصلاً جديداً من فصول صراع النفوذ الذي بات واضحاً من خلال مجموعة من التفاهات بين الدول صاحبة القرار في الشأن السوري والتي تجلت في الشمال والشمال الشرقي من البلاد مؤخراً.
وأضاف عمر ل «القدس العربي»: لا يخفى على أحد أن هناك صراع مصالح ونفوذ بين أمريكا وروسيا وتركيا وكل منها تعمل على تعزيز ودعم نقاط القوة التي اكتسبتها عبر سنوات الحرب في سوريا وما يجري في هذه المنطقة بالذات هو رسم واضح للحدود والتفاهمات والاستحقاقات المستقبلية، حيث أن كل من هذه الدول تمتلك ورقة خاصة به تبحث من خلالها عن مكتسبات إضافية فتركيا لديها «درع الفرات» وأمريكا لديها «قسد» وروسيا لديها النظام السوري.
وأشار عمر إلى أن من يتابع متغيرات الساحة في سورية يرى أن النفوذ الأمريكي في منبج بات واضحاً، والذي أصبح الرابح الأكبر رغم التفاهمات الدولية التي تأتي ضمن ميزان الربح والخسارة عند هذه الدول، بينما تركيا لم تحقق الغاية التي تدخلت من أجلها بشكل كامل إلا أنها لا تزال تمتلك عبر درع الفرات أوراقاً مهمة يمكن أن تحركها لتعزيز موقفها خاصة وانها لم تأمن إلى الآن على نفسها وعلى أمنها القومي من الوقوع في أتون هذا الصراع وذلك بالتوسع نحو تل أبيض وعفرين وعلى امتداد المناطق الحدودية حتى البحر المتوسط.
يذكر أن وحدات من القوات الخاصة التركية وبالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي كانت قد أطلقت في 24 آب/ أغسطس العام الماضي، عملية درع الفرات في شمال سوريا بهدف دعم فصائل «الجيش السوري الحر» وتطهير المنطقة من تنظيم «الدولة».

m2pack.biz