دلالات إرسال تركيا تعزيزات عسكرية كبيرة إلى شمال حلب عقب فشل المفاوضات بين «لواء المعتصم» و«قسد»

دلالات إرسال تركيا تعزيزات عسكرية كبيرة إلى شمال حلب عقب فشل المفاوضات بين «لواء المعتصم» و«قسد»

دلالات إرسال تركيا تعزيزات عسكرية كبيرة إلى شمال حلب عقب فشل المفاوضات بين «لواء المعتصم» و«قسد»

حلب «القدس العربي»: أكدت مصادر محلية ل «القدس العربي» وصول تعزيزات عسكرية كبيرة للجيش التركي إلى شمالي حلب، وذلك بالتزامن مع إعلان مجلس تل رفعت العسكري التابع للمعارضة السورية عن فشل المفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية «قسد» المكونة أساسا من وحدات الحماية الكردية وإنهاء تفويض لواء المعتصم.
ويرى الصحافي السوري المختص بالشؤون التركية عبو الحسو، أن تركيا لن تتراجع عن خطتها في إبعاد قوات «YPG» عن الشريط الحدودي، خاصة في منطقة درع الفرات بين جرابلس واعزاز لأن وجودها يشكل تهديداً لتركيا بشكل مباشر وتهديداً لمشروع المنطقة الآمنة في منطقة درع الفرات، التي كان من المقرر أن تبلغ مساحتها 5 آلاف كم والتي تشمل مدينة منبج بالإضافة إلى الباب واعزاز وجرابلس.
وأضاف ل «القدس العربي»، أن تركيا أبدت بعض المرونة نتيجة الضغط الأمريكي في عدم المشاركة بمعركة الرقة، إلا أنها بالمقابل لن تتنازل عن تحرير ريف اعزاز وتل رفعت وما حولها وكذلك منبج، حيث يندرج هذا التصعيد الحالي في هذا الإطار والاتجاه.
وهو يعتقد أن تقوم تركيا بمشاركة فصائل درع الفرات بعمل عسكري واسع النطاق لتحرير تل رفعت وما حولها لتحقيق عدة أهداف دفعة واحدة منها، تحرير المدينة وعودة النازحين من المخيمات الحدودية وتأمين الحدود التركية وافشال مشروع الممر الكردي الذي ما زال قائما للربط بين كانتونات الجزيرة وعفرين وإن كان الربط في العمق أكثر وليس بمحاذاة الحدود التركية كما كان مخططاً.
وحسب الحسو فإن التكبير والتهليل الذي رافق وصول القوات التركية إلى شمالي حلب من قبل الأهالي جاء نتيجة ابتعادهم عن قراهم منذ ما يقارب السنة، وهم الآن نازحون في المخيمات وأحوالهم صعبة، فلذلك ينظرون إلى قرب خلاصهم وعودتهم إلى بيوتهم وتحرير أرضهم من قوات «قسد» وحماية الشعب والانتقام لشهدائهم الذين مثلوا فيهم في عفرين.
وقال المحلل السياسي السوري حسن النيفي: إن الجميع يعلم أن الصراع في الداخل السوري لم يعد صراعا بين قوى محلية فحسب بل هو صراع إقليمي ودولي، وعليه يمكن القول أن اي تبدل في التموضعات العسكرية لا بد أن يكون قد سبقه تفاهمات ما بين الدول صاحبة النفوذ في الشأن السوري.
وهو يرى خلال لقائه مع «القدس العربي»، أن الجانب التركي قبل أن يقدم على الخطوة التي يمكن أن تكون حربا على قوات الحماية فإن الأتراك ما يزالون في حوار مع الجانب الأمريكي بهذا الشأن، والأرجح هو متابعة هذا الحوار وما يستنتج عنه مستبعدا في ذات الوقت أن يسابق الأتراك نتائج الحوار بعملية عسكرية.
يذكر أن «لواء المعتصم» التابع للجيش السوري الحر في المعارضة السورية المسلحة، كان قد أعلن في شهر أيار/مايو الماضي، التوصل إلى اتفاق مع قيادة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، يقضي بتسلّم إدارة قرى وبلدات تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها في شمالي حلب في شمال سوريا.

m2pack.biz