دمشق مرتاحة للاجتماع التركي الأمريكي الروسي في انطاليا
دمشق «القدس العربي»: تبدو دمشق مرتاحة للاجتماع الثلاثي الذي جمع رؤساء أركان روسيا وأمريكا وتركيا.
مصادر موثوقة أخبرت «القدس العربي» أن اللقاء الذي جرى في مدينة أنطاليا التركية خرج بتصور مفاده أن مسألة المناطق الآمنة التي طُرحت أمريكياً في وقت سابق لم يكن بحثها ذا جدوى في اللقاء من منطلق صعوبة تنفيذها ولكونها ستعقد الوضع في الشمال السوري في وقت تميل فيه أنقرة وواشنطن نحو ميزان موسكو ميدانياً وسياسياً بخصوص الأزمة السورية.
المصادر قالت أيضاً إن واشنطن وأنقرة أبلغتا موسكو في هذا الاجتماع عدم ممانعتهما التقدم الميداني الذي تحققه قوات الجيش السوري في ريف حلب الشرقي، وأن رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف أبلغ نظيريه التركي فرنسيس دانفورد والتركي خلوصي آكار ب «الخطورة البالغة» لأي تسليح لجماعات مسلحة سورية «غير منضبطة» وتمثل وجهاً من أوجه الحركات المتشددة، وأضافت المصادر أن رئيس الأركان الأمريكي أبلغ نظيره الروسي بأن الدعم الأمريكي سينحصر لقوات سوريا الديمقراطية التي تؤدي دوراً في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. فيما احتفظت تركيا بدعم فصائل من الجيش الحر تنضوي تحت قوات درع الفرات.
وتتابع المصادر بأن الجنرال الروسي غيراسيموف نجح خلال لقاء نظيريه الأمريكي والتركي في أنطاليا في التوافق معهما على ضرورة تحييد الجماعات الراديكالية القريبة من تنظيم فتح الشام، النصرة سابقاً.
وحسب المصادر فإن دمشق ستكون في تفاصيل اللقاء الذي حصل في أنطاليا وأن الاشارات الأولى المتمخضة عن هذا الاجتماع والتي وصلت إلى النظام السوري كانت إيجابية تماماً، لا سيما وأن الاجتماع خرج وفق قول المصادر التي تحدثت ل «القدس العربي» بشبه تفاهم على تنسيق تعاون روسي أمريكي وروسي تركي سينعكس لصالح وحدات الجيش السوري في الشمال والشرق السوري في مواجهة تنظيم الدولة من جهة وتنظيم فتح الشام من جهة أخرى فيما أبدى رئيس الأركان الروسي استعداد موسكو لدعم فصائل محسوبة على الجيش الحر مستعدة لمواجهة التنظيمات المتشددة.
في هذه الأثناء كان الجيش السوري يصل إلى بحيرة الأسد على نهر الفرات ويسيطر على بلدة الخفسة أقصى شرقي ريف حلب ويقبض على مضخات المياه هناك والتي تغذي مدينة حلب، كما بات يسيطر نارياً على بلدة دير حافر شرقي حلب والواقعة جنوب غرب بلدة الخفسة والتي تشكل واحدة من أهم معاقل تنظيم داعش وبات يقترب شيئاً فشيئاً نحو مطار الجراح العسكري. وفي حال السيطرة على هذا المطار ستكون الطريق مفتوحة أمام الجيش السوري جغرافياً نحو مدينة الرقة إضافة لوجود قوات سوريا الديمقراطية وربما تشترك في العملية قوات درع الفرات المدعومة تركياً، هذا الأمر غير مستبعد في ظل مخرجات اجتماع أنطاليا لرؤساء الأركان الروسي والأمريكي والتركي.
عشية اجتماع أنطاليا، أبدت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون رغبتها من إدارة الرئيس دونالد ترامب الاستمرار في التعاون مع «قوات سوريا الديمقراطية»، في العملية ضد تنظيم «الدولة داعش» في محافظة الرقة شمال سوريا، ونقلت تقارير إعلامية غربية عن مسؤول في البنتاغون قوله ان هذا الأمر منوط بالبيت الأبيض، لكن حالياً تعاوننا مستمر مع قوات سوريا الديمقراطية وشركائنا، وليس هناك سبب لتغيير هذا التعاون، وإذا رغبت الإدارة في إجراء أمر مختلف هناك أو إرسال جنود فهذا خيار آخر، لكن ليس هناك أسباب كثيرة لتغيير الخطة المعمول بها حالياً.
بالتوازي مع ذلك، استعاد الجيش السوري السيطرة على محطتي مياه الشرب الأولى والثانية جنوب شرق بلدة الخفسة اللتين تغذيان مدينة حلب بالريف الشرقي بعد دحر مقاتلي تنظيم داعش منها وتكبيدهم خسائر فادحة وفق ما أكد الإعلام الحربي في الجيش السوري، كما وسعت مناطق سيطرتها في محيط ناحية الخفسة وتقدمت بعمق 17 كم وأحكمت سيطرتها على تل قواص الاستراتيجي عند بداية ترعة الري من اتجاه بحيرة الأسد وعلى قرى وبلدات سخنة وعارودة صغيرة وعارودة بيرة وخربة سلامي ورسم الحرمل كبير ورسم الحرمل صغير وحبوبة كبيرة وحبوبة صغيرة ورسم عبود وجفتلك والحامض ومشرفة تل توتون وتل توتون وجب هندي ورسم الأقرع والحرية وبابيري وخربة عكلة وخربة صليب ومدورة وتل أسود وخان الحمر في ريف حلب الشرقي.
Share on FacebookClick to share on TwitterClick to share on Google+