رفض واستياء لمبادرة معارضة تتخلى عن شرعية محمد مرسي

رفض واستياء لمبادرة معارضة تتخلى عن شرعية محمد مرسي

رفض واستياء لمبادرة معارضة تتخلى عن شرعية محمد مرسي

القاهرة «القدس العربي»: أثارت الأنباء عن مبادرة وكذلك رسالة يتم تداولها بين أعضاء «الإخوان المسلمين» في مصر، تشير إلى التخلي عن شرعية الرئيس المعزول محمد مرسي، غضب واستياء لدى المقربين من الجماعة.
وكشف عمرو عبد الهادي عضو جبهة «الضمير»، وهو تكتل سياسي تشكل في عام 2013 يرفض الإطاحة بمرسي، عن أن شخصيات معارضة في الخارج ستعلن خلال أيام عن مباردة للاصطفاف الوطني تحمل عنوان «نداء وطن».
وأضاف، في تسجيل مصور نشره على صفحاته الرسمية على مواقع التواصل «فيسبوك وتويتر»، إن المبادرة تتنازل عن الشرعية، وأن عددا من قيادات الخارج تجتمع عبر ال «سكايب» يوميا.
وانتقد عبد الهادي تجاهل المبادرة للشرعية، مؤكداً أن من سيطلقون هذه المبادرة لم يكونوا يوما مع الشرعية قائلاً: «لا يمكن أن يتنازل أحد عن الشرعية فجأة، بالتأكيد الأمر يتعلق بترتيب مسبق».
وكشف أن من بين الأسماء المشاركة في المبادرة، أيمن نور زعيم حزب «غد الثورة»، وطارق الزمر رئيس حزب «البناء والتنمية»، وسيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية، والشاعر عبد الرحمن يوسف نجل الشيخ يوسف القرضاوي.
وقال وليد الشرابي، نائب رئيس المجلس الثوري المصري في إسطنبول: «حذرنا من اصطفاف يكون على حساب الشرعية وكل مكتسبات ثورة 25 يناير/كانون الثاني، فادعوا كذبا أنهم مع الشرعية واليوم نكتشف الحقيقة».
كذلك، أكدت أيات عرابي المحسوبة على الجماعة:» انقلاب جديد على شرعية مرسي يقوده المتسربون من حلف 30 يونيو/حزيران الطامحون في مكاسب على حساب دماء الشعب رغم نفيهم ذلك».
في الموازاة، يجري حالياً تداول رسالة بين أعضاء جماعة الإخوان، تؤكد أن «الساحة السياسية شهدت في الفترة الأخيرة لقاءات عديدة مع القوى السياسية الرافضة للنظام بمختلف توجهاتها دارت حول كيفية إسقاط النظام والعودة بالبلاد للمسار الطبيعي».
واستشهدت، برأي محمد عبد الرحمن المرسي، رئيس اللجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان المعتقل منذ مارس الماضي، حول الاصطفاف الوطني.
وجاء في الرسالة أن المرسي قال إن «الاصطفاف الوطني يعني وقف التنازع والهجوم، فمثلا مؤسسات ترى وتدعو لعودة مرسي، وبعض القوى لا تريد ذلك، فتدعو لانتخابات رئاسية مبكرة بدلا من التمسك بانتخابات 2012 دون الهجوم على مرسي أو الإخوان».
وأضافت: «المقصود بمصطلح الاصطفاف الوطني، أن عددا من القوى السياسية، والاجتماعية، تجتمع على هدف واحد وتتشارك في الحراك السياسي والاجتماعي الذي يخدم هذا الهدف، وتتوافق عليه آلية التوجيه والعمل حتى يتحقق هذا الهدف مع احتفاظ كل كيان بشخصيته وأهدافه التي يعمل لها، وأن يعني الاصطفاف توقف التنازع والهجوم فيما بينها، ولكل منها من أي عمل، لباقي الأهداف التي يختص بها، وإنما الإسلوب الذي يبعدها عن الصراع مع باقي الأطراف».
وطبقا للرسالة: «في الفترة الأخيرة شهدت ساحة العمل داخل مؤسستكم المباركة اتصالات مكثفة ولقاءات عديدة مع القوى السياسية لإسقاط الانقلاب العسكري والعودة بالبلاد للمسار الطبيعي».
وتابعت: «الدعوة للاصطفاف أو المشاركة لم يعد ترفا فكريا بل واجب وطني وضرورة يحتمها الواقع بتطوراته السياسية، وقناعة راسخة أكدتها مواقفنا العملية قبل ثورة 25يناير/ كانون الثاني وبعدها، انطلاقا من القاعدة الذهبية نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه».
وأضافت: «الاصطفاف هو أحد الخيارات الاستراتيجية للخروج من جمود الأوضاع الحالية واستكمال أدوات العمل السياسي ومن المعلوم عبر التاريخ أن الشعب المصري عندما يكون على قلب رجل واحد ويصطف حول غاية واحدة فإنه يتغلب على كل الصعاب ويتجاوز كل التحديات».
وحددت عددا من الإيجابيات التي تحققها المبادرة للجماعة منها، الإسهام في كسر حالة العزلة السياسية المفروضة على الجماعة، وتبديد مخاوف الآخرين وبناء الثقة معهم وبالتالي تحسين صورة الجماعة، والتواجد ضمن مظلة سياسية كأحد أشكال مواجهة الادعاءات الباطلة التي تضغط في اتجاه تصنيف الجماعة ككيان إرهابي، والمساهمة في استعادة اللحمة المجتمعية التي مزقها الانقلاب، وإعطاء دفعة وزخم لفاعلية وتأثير قوى الثورة واستكمال متطلبات المسار السياسي الديمقراطي، وكسر ثنائية معادلة العسكر والإخوان.
واعتبرت أن صياغة الوثيقة، وإن غاب عنها الذكر المباشر لاسم مرسي أو مصطلح عودة الشرعية، إلا انها تتضمن بشكل غير مباشر من المترافادات ما يعبر عن مطالب الإخوان.
وتابعت: «ستضعون أيديكم على بعض السلبيات في الوثيقة من قبيل عدم النص صراحة على عودة مرسي، لكن الوثيقة في النهاية أكدت في مضمونها صراحة، على أن لكل فريق الحق في التعبير عن موقفه الخاص».
ورغم أن الجماعة لم تصدر بيانا رسميا للإعلام، ورغم تجاهل أو نفى المشاركون في المبادرة وجودها من الأساس، إلا أن الحديث عن شرعية مرسي بات خلافا واضحا بين قيادات ىالمعارضة والإخوان في الخارج، حيث يتهم البعض الأخرين بالتخلي عن الشرعية.
Share on Facebook

m2pack.biz