سياسيون لـ«القدس العربي» وثيقة مؤتمر الأقليات السورية تؤسس لتقسيم البلاد إلى كانتونات

سياسيون ل«القدس العربي»: وثيقة مؤتمر الأقليات السورية تؤسس لتقسيم البلاد إلى كانتونات

سياسيون ل«القدس العربي»... وثيقة مؤتمر الأقليات السورية تؤسس لتقسيم البلاد إلى كانتونات

حلب – «القدس العربي» : قال سياسيون سوريون ل«القدس العربي»: إن الوثيقة التي صدرت عن ورشة عمل الأقليات السورية التي عقدت في العاصمة التركية اسطنبول تفتقر إلى منهجية عملية وتؤسس بشكل مباشر لتقسيم سوريا إلى كانتونات أقلوية من دون مراعاة للتداخل الديموغرافي للشعب السوري.
وحصلت «القدس العربي» على نسخة من الوثيقة التي صدرت من قبل ممثلي الأقليات في سوريا، حيث جاء فيها أن «المشاركين اتفقوا على بند ينص على أن سوريا دولة متعددة الاثنيات واللغات والأديان، وتعترف بالتنوع وبجميع المجموعات السكانية وتحترم حقها في تقريرها مصيرها الثقافي بنفسها، وضمان حماية الأقليات وفق قوانين الحماية الدولية للأقليات».
ويقول رئيس اللجنة الإدارية في «الهيئة السورية للعدالة والإنقاذ الوطني» القاضي المستشار حسين حمادة: إن القوى السياسية والعسكرية في المعارضة لا تزال مرتهنة لمصنعيها وداعميها في الخارج، حيث يطالعنا الآن بعض النخب السورية بلقاء نوعي لبعض الشخصيات التي تدعي تمثيلها لما سمّوه أقليات سوريا يقدمون رؤى للحل الوطني يفتقر إلى منهجية عملية، ويؤسس بشكل مباشر لتقسيم سوريا إلى كانتونات أقلوية من دون مراعاة للتداخل الديمغرافي للشعب السوري.
وأضاف في لقائه مع «القدس العربي»، أن اللافت للانتباه هو بعض شخوص هذا الملتقى الذين عرفنا عنهم الوعي السياسي والانتماء الثوري الوطني، حتى أن بعضهم ممثلون في كيانات سياسية تدعي تمثيلها لقوى الثورة والمعارضة السورية، بينما ما رشح عن هذا الملتقى سابقة تشير إلى ذهنية لاعلاقة لها بأهداف الثورة ومبادئها بل الى موقف متخاذل يساهم بشكل مباشر الى شرعنة تقسيم سوريا إلى كانتونات صغيرة كل منها بمقاس دعاتها، وهذا طرح لم يتجرأ حتى النظام الأسدي المجرم على طرحه.
وأشار حمادة إلى أن «الهيئة السورية للعدالة والإنقاذ الوطني» تلفت الانتباه إلى أن الشأن الوطني لا يعالج إلا بطريقة علنية وليس من خلال السراديب العميقة والغرف الضيقة، بالإضافة إلى طريقة علمية عملية تتولاها شخصيات وطنية غير ملوثة وتكون مؤثرة في وسطها المجتمعي وملمة بشكل كامل بمعنى الدولة الوطنية ومؤسساتها وتماسك مجتمع مع التأكيد على حق المواطنة والمساواة لكل مكونات الشعب السوري ضمن الإطار الوطني.
في حين قال عضو مجموعة العمل من أجل سوريا درويش خليفة، إن ما يحصل من مؤتمرات وورشات عمل تخص المعارضة السورية تعكس واقعها المرير الذي تعيشه في ظل الانقسام الحاصل وضياع البوصلة الوطنية التي يدفع الشعب ثمنه دم في كل لحظة.
وأضاف أن لقاء شخصيات معارضة نحسبها وطنية، في الورشة التي جمعتهم في اسطنبول على طاولة مستديرة ليخرجوا من حالة الجمود السياسي، ولتكوين فكرة لدى الجهة الداعية للورشة لمعرفة ماذا يدور في خاطر مكونات الشعب السوري من غير العرب السنة.
وتساءل خليفة عن آليات تنفيذ مخرجات الورشة وكيف يقبلون بغياب مكون رئيسي يمثل نسبة 80% من الشعب السوري؟
وتابع أن الجميع في الحالة السورية يرمي مظلوميته في حضن المجتمع الدولي، ويحاول تحصيل ما أمكن من حقوق وميزات تضمنها لهم الدول المعنية بالشأن السوري، متناسين المكونين المتصارعين وهما العرب السنّة والعلويون المساندون للنظام.
وأشار إلى استغلال بعض المكونات السورية للتوجه الدولي في دعم الأقليات في حقوقهم، ما يعمق مفهوم القطيعة بالرغم من عدم وجوده، علماً ان هذه المصطلحات دخيلة على المجتمع السوري، لولا ترسيخها من قبل النظام المحتل للسلطة لفرط العقد الاجتماعي السوري.

m2pack.biz