سياسي أمريكي يدعو إلى إعادة سبتة ومليلية للمغرب
مدريد – «القدس العربي»: تتأزم العلاقات بين مدريد ولندن بسبب ملف صخرة جبل طارق، وبدأت ترتفع أصوات في بريطانيا تدعو الى التنسيق مع سياسيي كتالونيا للضغط على اسبانيا. وفي ملف مشابه ولكن لا يحظى بالأضواء السياسية والإعلامية، وهو سبتة ومليلية، دعا مفكر أمريكي اسبانيا إلى إعادتهما إلى المغرب.
ومع المفاوضات الجارية بشأن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو ما يعرف ب «البريكست»، وقعت مواجهة سياسية هذا الأسبوع بين البلدين، حيث أقدم سياسيون وإن كانوا لا يتولون مناصب رسمية على الإدلاء بتصريحات قوية بسبب محاولة مدريد جعل جبل طارق خارج المفاوضات.
وفي مقال له في جريدة «دي تليغراف» ، كتب نورمان تبيث الوزير السابق في حكومة مارغريت تاتشر أن «بريطانيا يمكنها التخلي عن جزر مثل الفوكلاند للأرجنتين، لكنها لا يمكن تخليها عن نقطة استراتيجية للغرب برمته مثل صخرة جبل طارق». ونصح رئيسة الحكومة الحالية تريزا ماي بالانفتاح على الكتالانيين الراغبين في الاستقلال عبر استقبالهم في لندن والدفاع عن قضيتهم أمام الأمم المتحدة، مشيراً الى أن «الكتالان يختلفون عن الإسبان ولهم علاقات طويلة مع بريطانيا». ويأتي هذا فيما صرح مايكل فالون وزير الدفاع البريطاني لقناة «بي بي س»ي أن لندن مستعدة لكل الاحتمالات للدفاع عن سيادة سكان جبل طارق الذين لا يرغبون في الانضمام الى اسبانيا. ويبقى التطور الجديد هو ما نشرته جريدة «لراسون» المحافظة بأن نواباً كاتلان في البرلمان الأوروبي يؤيدون بعض مطالب النواب البريطانيين لمنح صخرة جبل طارق دوراً استشارياً فيما يتعلق بمستقبل سكان الصخرة. وإذا حدث تنسيق بين كتالونيا وبعض الهيئات السياسية البريطانية، وقتها ستجد اسبانيا نفسها أمام مأزق حقيقي. ويسود الاعتقاد أن تحريك بريطانيا بطريقة غير مباشرة لملف كتالونيا عبر سياسيين سابقين دفع بمدريد إلى تهدئة أسلوبها بشأن مستقبل الصخرة في المفاوضات الجارية بين لندن والمفوضية الأوروبية.
وكان المغرب يطرح ملف سبتة ومليلية كلما تحرك ملف صخرة جبل طارق، لكنه خلال السنوات الأخيرة يلتزم الصمت. وجاءت الإشارة الى الملف من خلال مفكر وسياسي أمريكي دفيد هورويتز من المحافظين في الولايات المتحدة ويدير مؤسسة للتفكير الاستراتيجي في كاليفورنيا تحمل اسمه ويصدر مجلة رقمية Front Page Mag متخصصة في شؤون الإسلام والهجرة ويكتب فيها عدد من المفكرين والباحثين من وجهة نظر محافظة للغاية.
ونشر خلال الأيام الماضية في هذه المجلة تقريراً حول الهجرة والإسلام في أوروبا ومنها تطرقه إلى الهجرة من سبتة ومليلية نحو الأراضي الإسبانية. وحول هذه النقطة، يدعو إسبانيا الى الانسحاب من المدينتين بعدما تحولتا إلى مركز للهجرة نحو أوروبا حيث تجد السلطات الإسبانية صعوبات قوية في السيطرة على الهجرة منهما.
وفي اقتراح مثير للنقاس مرتبط بمدى احترام حقوق الإنسان، يقول إن ديمقراطية إسبانيا لا تسمح لها باستعمال الكثير من الوسائل للسيطرة على الهجرة بينما المغرب قادر على ذلك، وبهذا يعني أن المغرب لن يتردد في خرق حقوق المهاجرين بالقوة والعنف. وفي مقترح آخر لتبرير إعادة المدينتين الى المغرب، يقول هذا المفكر الأمريكي أن نسبة المسلمين فيها، الإسبان من أصول مغربية، في ارتفاع ويشكلون الآن 40%، مما يجعل القمية الاستراتيجية للمدينتين غير ملائمة كما ستكلفان الكثير من الأموال للحفاظ عليها تحت السيادة الإسبانية.