عفرين إلى الواجهة مجدداً… هل توصلت تركيا لتوافقات دولية تسمح لجيشها بانتزاع المدينة من الوحدات الكردية؟

عفرين إلى الواجهة مجدداً… هل توصلت تركيا لتوافقات دولية تسمح لجيشها بانتزاع المدينة من الوحدات الكردية؟

عفرين إلى الواجهة مجدداً… هل توصلت تركيا لتوافقات دولية تسمح لجيشها بانتزاع المدينة من الوحدات الكردية؟

إسطنبول «القدس العربي»: من جديد، عاد كبار المسؤولين الأتراك إلى التهديد بتنفيذ عملية عسكرية لطرد الوحدات الكردية من مدينة عفرين السورية وذلك عقب مباحثات تركية مع روسيا وإيران من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة اخرى الأمر الذي فتح الباب أمام التكهنات بإمكانية حدوث تقدم في مساعي أنقرة للوصول إلى توافقات مع واشنطن وموسكو لتنفيذ العملية.
ومنذ أشهر تهدد تركيا بتنفيذ عملية عسكرية في عفرين لكن على الرغم من تأكيد خبراء عسكريين قدرة الجيش التركي على طرد الوحدات الكردية من المدينة، إلا أن المحللين السياسيين أجمعوا على أن المسألة تحمل أبعاداً سياسية أكبر من أن تكون مسألة قدرات عسكرية.
وحسب مراقبين، تحتاج أنقرة إلى التوصل لتوافقات مع الولايات المتحدة وروسيا الداعمين الأساسيين لوحدات حماية الشعب في سوريا أو إحداهما على الأقل حتى تتمكن من الدخول في عملية عسكرية لا تحمل مخاطر الاصطدام مع القوات الامريكية والروسية المنتشرة في العديد من مناطق سيطرة الوحدات الكردية.
آخر وأبرز التهديدات التركية، صدرت مساء الثلاثاء عن مجلس الأمن القومي الذي قال في نهاية اجتماعه الذي ترأسه أردوغان إن الجيش التركي ما زال يعمل من أجل توسيع إنشاء نقاط المراقبة ومناطق عدم الاشتباك في عفرين عقب نجاح المهمة المتواصلة للجيش التركي في إدلب.
ولفت بيان مجلس الأمن القومي إلى «إمكانية تحقيق مناخ الاستقرار والأمن عبر تنفيذ مهمة المراقبة في غرب حلب، وقرب مدينة «عفرين»، وأكد «مواصلة تركيا اتخاذ جميع التدابير اللازمة، ولا سيما في المنطقة الحدودية، من أجل ضمان أمنها»، بينما اتهم البيان الوحدات الكردية بمواصلة العمل على تغيير البنية الديموغرافية لسوريا والقيام بعمليات تطهير عرقي.
وعقب الاجتماع مباشرة، قالت مصادر في الجيش التركي إن أحد جنوده أصيبوا بجراح متفاوتة في إطلاق نار من مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب في عفرين استهدف الجيش التركي على الحدود، وقالت المصادر إن الجيش قام بالرد بقوة على مصادر النيران. وعلى صعيد متصل، قالت وسائل إعلام تركية إن الجيش أرسل مساء الثلاثاء ونهار أمس الأربعاء مزيداً من التعزيزات العسكرية على الشريط الحدود المحاذي لمدينة عفرين شملت دبابات وعربات نقل عسكرية ومدافع إلى جانب إرسال مزيد من الجنود.
وفي تصريح غامض، أجاب وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي على سؤال حول عملية عسكرية محتلمة لبلاده ضد الوحدات الكردية بعفرين، قال: «من يدري ربما غداً، وربما قبله»، لافتاً إلى أن بلاده «أسست 3 مراكز مراقبة في سوريا بموجب مباحثات أستانة وسيرتفع العدد في الفترة المقبلة إلى 12».
وسبق ذلك تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده ستكمل عملية إدلب، شمالي سوريا، ل«تحرير عفرين وتسليم منبج لأصحابها الأصليين، وتطهير باقي المناطق الأخرى من بقية المنظمات الإرهابية»، مضيفاً: «كل شيء كان واضحاً في عملية درع الفرات، والآن نتخذ خطوات مماثلة في إدلب، وسنتخذ الخطوات ذاتها في عفرين».
والأسبوع الماضي، التقى رؤساء تركيا وروسيا وإيران في مدينة سوتشي الروسية لبحث الملف السوري، في قمة تطرقت بحسب المسؤولين الأتراك إلى الحرب على المنظمات الإرهابية التي تشمل بحسم تركيا تنظيمات الدولة والنصرة ووحدات حماية الشعب الكردية. كما تأتي هذه التطورات عقب الاتصال الهاتفي الذي جرى الجمعة الماضي بين أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب والذي تعهد خلاله الأخير بوقف تسليح الوحدات الكردية بشكل مفاجئ، ووصف اللقاء لاحقاً بالإيجابي والبناء وأنه لمس توافقاً مع الإدارة الأمريكية لأول مرة منذ فترة.
ولا يعرف حتى الآن ما إذا كان أردوغان قد تمكن فعلياً من التوصل إلى توافقات مع ترامب وبوتين تسمح للجيش التركي بدخول عفرين أم أن الأمر ما زال بحاجة إلى مزيد من الوقت والمباحثات على الرغم من التصريحات التركية التي توحي بقرب العملية.

m2pack.biz