في أعقاب الاستفتاء التركي مطالبات برلمانية ألمانية بإعادة تقييم العلاقات مع أنقرة

في أعقاب الاستفتاء التركي مطالبات برلمانية ألمانية بإعادة تقييم العلاقات مع أنقرة

في أعقاب الاستفتاء التركي مطالبات برلمانية ألمانية بإعادة تقييم العلاقات مع أنقرة

برلين «القدس العربي»: دعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أمس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعي لأجراء «حوار قائم على الاحترام» مع كل الاحزاب السياسية بعد الفوز الذي حققه بفارق ضئيل في الاستفتاء على توسيع صلاحياته الرئاسية.
وقالت في بيان مقتضب مشترك مع وزير الخارجية سيغمار غابرييل إن «الحكومة الألمانية لا تنتظر من الحكومة التركية بعد حملة انتخابية شاقة، السعي الآن إلى حوار قائم على الاحترام مع كل القوى السياسية وفي المجتمع».
وفي أول رد فعل رسمي ألماني على نتائج الاستفتاء، ذكّرت المستشارة أنغيلا ميركل ووزير خارجيتها زيغمار غابريل الحكومة التركية بأنه يتعين عليها بصفتها عضوا في مجلس أوروبا ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي ومرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أخذ مخاوف مجلس أوروبا تجاه التعديلات الدستورية الجديدة في الاعتبار، مطالبين في الوقت نفسه أنقرة بمواجهة الانقسام في المجتمع التركي.
وقالت ميركل وغابريل في بيان: «النتيجة الضئيلة للاستفتاء تظهر مدى انقسام المجتمع التركي… الحكومة الألمانية تنتظر أن تبحث الحكومة التركية الآن عقب معركة استفتاء قاسية عن حوار مفعم بالاحترام مع كافة القوى السياسية والمجتمعية للبلاد».
وجاء في البيان أن الحكومة الألمانية اطلعت على النتائج الأولية للاستفتاء، و»لا ينبغي استباق التقييم الختامي لمراقبي الانتخابات وأن الحكومة الألمانية تولي أهمية خاصة لهذا التقييم».
وركز وزير العدل الألماني هايكو ماس على الصحافي التركي الألماني دينيز يوجيل المعتقل لدى تركيا منذ شباط / فبراير من العام الحالي، وكتب الوزير الألماني في تغريدة له على تويتر أنه «ود لو قرأ تحليلا صحافيا عن عملية الاقتراع التي حصلت في تركيا من يوجيل أو غيره من زملائه الصحافيين المعتقلين في السجون التركية».
إلى ذلك طالبت نائبة رئيس البرلمان الألماني كلوديا روت في أعقاب الاستفتاء في تركيا بتغيير مصيري في العلاقات الألمانية التركية. وقالت النائبة من حزب الخضر لوكالة الأنباء الألمانية إن العلاقات مع تركيا الآن بحاجة لإعادة تقييم أساسي».
وقالت أنه من أجل تعزيز القوات الموالية للديمقراطية في تركيا، يجب أن يكون هناك ترتيب للأولويات، سواء على المستوى العلاقة بين البلدين أو على الصعيد الأوروبي.
وتابعت أن ملايين من الأتراك صوتوا من أجل دعم الديمقراطية في تركيا بالرغم من الإجراءات التعسفية والاعتقالات والتضييق على الصحافة.
كذلك طالب رئيس حزب الخضر غيم أوزدمير إلى إعادة تقييم العلاقة بين تركيا وألمانيا. وفي أعقاب انتهاء فرز الأصوات في تركيا والذي أشار إلى تأييد غالبية الأتراك للتعديلات، قال أوزديمير التركي الأصل، لمحطة «فونيكس» التلفزيونية إنه لا يمكن «الاستمرار على هذا النحو» بأي حال من الأحوال.
وتابع أنه «لن تكون هناك عضوية في الاتحاد الأوروبي لتركيا في ظل حكم الرئيس رجب طيب أردوغان». غير أن أوزديمير لم يطلب وقفا لمفاوضات الانضمام، كما أن الاتحاد الأوروبي أحجم حتى الآن عن وقف هذه المفاوضات بشكل نهائي. يذكر أن هذه المفاوضات مجمدة في الوقت الراهن.
وطالب أوزديمير بعواقب بالنسبة للتعاون العسكري مع تركيا وقال: «لا أرى كيف يمكن لنا أن نورد معدات تسليح لمثل هذا البلد، الذي لا يمكن التنبؤ بسياسته داخليا أو خارجيا»، كما طالب أوزديمير بسحب كل جنود الجيش الألماني من تركيا.
وفي سياق متصل طالبت سارة فاغينكنيشت من حزب الخضر بإجراء تغيير جذري في العلاقات التركية الألمانية. وطالبت كذلك بقطع فوري للمحادثات الجارية بشأن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. وسحب الجنود الألمان المتمركزين في القواعد التركية ووقف جميع شحنات الأسلحة إلى تركيا بالإضافة إلى استبعاد تركيا من إمكانية الدخول للاتحاد الجمركي الأوروبي.
يشار إلى أن غالبية كبيرة من الأتراك المقيمين في ألمانيا قد أيدت التعديلات الدستورية التركية الرامية إلى التحول إلى النظام الرئاسي. وفقا لما أعلنته وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية، بعد انتهاء فرز الأصوات المشاركة في الاستفتاء.
وأوضحت الوكالة أن 2ر63٪ من الأتراك المقيمين في ألمانيا صوتوا لصالح معسكر «نعم» المؤيد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما بلغت نسبة مؤيدي معسكر «لا» 8ر36٪.
وكان رئيس الجالية التركية في ألمانيا أعرب عن قلقه إزاء تصويت غالبية أفراد الجالية لصالح التعديلات المثيرة للجدل في الدستور التركي.
وقال رئيس الجالية جوكاي صوفو أوغلو في تصريحات لصحيفتي «هايلبرونر شتيمه» و»مانهايمر مورغن» الألمانيتين الصادرتين الاثنين: «يتعين علينا – نحن الأحزاب والمؤسسات – تحليل النتيجة بدقة وإيجاد طرق للوصول بصورة أفضل لهؤلاء الأشخاص الذين يعيشون بحرية في ألمانيا، لكنهم يتمنون الحكم الاستبدادي للمواطنين في تركيا».

m2pack.biz