قائد الجيش الفرنسي يلوح بالاستقالة بسبب خفض ميزانية الدفاع بنحو مليار دولار
باريس «القدس العربي»: هدد رئيس هيئة أركان الجيش الفرنسي بيار دوفيلييه بتقديم استقالته، عشية الاحتفالات بالعيد الوطني الفرنسي الذي يعرف أكبر عرض عسكري في البلاد. وتأتي الخطوة رفضا لسياسة التقشف التي تنتهجها الحكومة في عدد من الوزارات بينها وزارة الدفاع.
وفي اجتماع مع اللجنة البرلمانية للدفاع الوطني يوم الأربعاء، كشفت جريدة ليزيكو الفرنسية، أن رئيس هيأة أركان الجيش بيار دوفيلييه، استشاط غضبا أمام النواب وعبر لهم عن رفضه القاطع لإعلان الحكومة بخفض نفقات المخصصة للدفاع والجيش. وهدد قائد الجيش الفرنسي بتقديم استقالته في حال تمت المصادقة على مشروع خفض نفقات وزارته.
وكان رئيس الحكومة إدوار فيليب أعلن عن سلسلة إجراءات تقشف، بينها تقليص ميزانية الدفاع لعام 2017، ب 900 مليون يورو أي ما يعادل نحو مليار دولار.
وكانت الحكومة أكدت أن هذا المبلغ الضخم لن يكون على حساب العمليات الخارجية للجيش الفرنسي، أو في تقليص عدد الجنود بل ستكون في المعدات والأسلحة الثقيلة والمكلفة.
وكانت الحكومة الفرنسية أعلنت قبل أيام أنها تسعى لتخفيض النفقات العامة ب 4.5 مليار يورو أي ما يعادل أكثر من 5 مليارات دولار لتحقيق العجز في الميزانية المستهدف في الاتحاد الأوروبي، والذي حذرها من تجاوز نسبة 3 في المئة.
وشدد وزير الحسابات العامة جيرا دارمانان، على تخفيض موازنة وزارة الداخلية بأكثر من 500 مليون يورو وقطاع النقل ب260 مليون يورو، ووزارة الدفاع بنحو 900 مليون يورو، إضافة إلى تأجيل عدد من المشاريع الاقتصادية الأخرى التي تثقل كاهل الدولة وتعمق من العجز في الميزانية ومن الدين العام.
وكان المتحدث باسم الحكومة كرستوف كاستنير أكد أن «كل الوزارات بدون استثناء قد طلب منها القيام بمجهود مالي لنقص النفقات، بينها وزارة الدفاع، وبالفعل طلبنا من الجيش تأجيل طلبيات لمعدات ثقيلة مكلفة، تقدر قيمتها بأكثر من 850 مليون يورو».
وفي المقابل، رفضت المعارضة الممثلة في حزب اليمين المحافظ سياسة التقشف التي تمس وزارة الدفاع. وقال ايريك فيرث، القيادي في حزب الجمهوريين، إن «الجيش في بلادنا يعامل بطريقة سيئة. مطالبة الجيش بالقيام بمجهودات في ميزانيته أمر غير مقبول لأنه يهدد سيادة وأمن بلادنا».
يذكر أن الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون مدد لسنة إضافية للجنرال بيار دوفيلييه في منصبه كرئيس لهيأة أركان الجيش الفرنسي، لكن هذا الأخير شدد على أنه لن يستمر في مهمته في حال تمت المصادقة على تقليص ميزانية الجيش بنحو مليار دولار.
ومن المقرر أن ينهي الرئيس الفرنسي هذا الجدل اليوم الجمعة بعد الانتهاء من مراسم الاحتفالات بالعيد الوطني، ومن المقرر أن يحضر رئيس هيأة أركان الجيش بيار دو فيلييه إلى جانبه في العرض العسكري الذي سيقام في جادة الشانزيليويه بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا.
وتتصاعد المخاوف في فرنسا منذ مدة بشأن احتمال عجز القوات المسلحة الفرنسية عن القيام بمهامها، وذلك منذ تحذير محكمة الحسابات الفرنسية العام الماضي من أن الجيش يواجه مخاطر تتجاوز قدراته المالية والبشرية بسبب كثرة وتزامن وتفرق عملياته العسكرية في الخارج.
وبين عامي 2012 و2016، تدخلت فرنسا عسكريا، سواء في إطار عمليات لجيشها، أو ضمن مهام أوروبية أو دولية، في 9 مواقع رئيسية متفرقة، وأجرت أكثر من 25 عملية عسكرية.
وتنشر فرنسا حاليا أكثر من 8 آلاف جندي فرنسي في الشرق الأوسط لمواجهة تنظيم داعش في العراق ثم في سوريا التي أطلقت في تشرين الثاني/نوفمبر 2014، ضمن التحالف الدولي للقضاء على داعش.
ويتمركز جزء من الجنود الفرنسيين في الساحل الإفريقي، ضمن عملية «برخان» لمواجهة التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء.