مبادرة لتشكيل جيش وطني في سوريا على يد ضباط منشقين عن الأسد
حلب – «القدس العربي»: أطلقت مجموعة من الضباط السوريين المنشقين عن نظام الأسد، قبل أيام مبادرة جديدة بهدف تشكيل جيش وطني موحد والعمل على كافة الأراضي السورية المحررة وفق البيان.
وجاء في بيان حصلت «القدس العربي» على نسخة منه، إنه نظراً لما وصلت إليه الثورة السورية من انتكاسات نعلن أننا جاهزون لتقديم خبراتنا العسكرية والتنظيمية والميدانية لإخواننا في جميع فصائل الثورة وتشكيل جيش وطني ثوري سوري والعمل في صفوف هذا الجيش ضد عصابات الأسد وحلفائه المجرمين.
وأضاف البيان، أن المبادرة تهدف ل»اثبات انفسنا كقوى سياسية وعسكرية أمام المحافل الدولية على أننا جسم وطني متكامل وموحد وقادر على التمثيل الدولي والإقليمي لشعبنا السوري الحر بما يجعلنا جاهزين لقيادة مرحلة ما بعد رحيل النظام الديكتاتوري المجرم وحلفائه، مع التزامنا بجميع قرارات جنيف ذات الصلة الصادرة عن مجلس الامن الدولي والمتعلقة بالانتقال السلمي للسلطة في سوريا».
ويقول رئيس المكتب السياسي ل «جيش سوريا الوطني» أسامة بشير: «بعد ما وصلت إليه الأوضاع الميدانية في سوريا والاتفاقات التي تمت مع قادة الفصائل التي أدت إلى اسكات بندقيتهم، كان لا بد من صحوة للضباط بعد تهميشهم وابعادهم عن العمل الثوري الميداني من قبل قيادات مدعومة دولياً قتالها مرتهن بأوامر الداعم في ظل عدم امتلاكها اي خبرة عسكرية».
ويضيف في لقائه مع «القدس العربي»: «إنه في هذا الوقت بالذات انطلق مشروع عسكري من الضباط المنشقين لتشكيل جيش وطني بهدف توحيد المشاريع الاخرى إذ لاقى ترحيباً واسعاً من الجميع، خاصة أن الوضع لا يتحمل الفشل، في ظل وجود ضباط قائمين على المشروع مشهود لهم بالخبرات العسكرية».
وأشار إلى انه لأول مرة منذ اندلاع الثورة السورية يجتمع هذا العدد الكبير من الضباط والعسكريين والسياسيين وأصحاب الخبرات على هكذا مشروع بعيداً عن موضوع الدعم الذي لم يعد يفكر به أحد ولا حتى قادة هذا المشروع، لأن الدعم المشروط هو دمار المدمر وإنهاء ما تبقى من الثورة السورية.
وحسب بشير فإن الضباط السوريين المنشقين عن نظام الأسد اعتمدوا على قرار الدعم الذاتي وما يملكون من سلاح وعتاد، حيث أعلنت فصائل عدة عن رغبتها في الانضمام لهذا الجيش من دون الالتفات للدعم، الذي لم يعد يهم أحداً إذا كان هناك اعتراف دولي أم لا ، فيكفي أن يعترف الشعب به.
ويعتقد الناشط السياسي درويش خليفة إن المبادرة جادة من حيث المسمّى «جيش وطني» وقد يكون كياناً جديداً يضاف إلى قائمة القوى العسكرية في الثورة السورية المسلحة.
وأضاف ل «القدس العربي»: «أنه بعد وجود جيوش خمس دول كبيرة في سوريا لا يمكن ان تنجح مبادرة وطنية، إلا بتوافق أقل ما يمكن ثلاث دول من الخمس وإرضاء الآخرين ببعض المكتسبات، لكن إذا أردنا ان نكون جزءاً من جيش وطني علينا اختيار شركاء وطنيين حقيقيين، يَرَوْن سوريا موحدة مستقلة تراعي التنوع القومي والعرقي وتحفظ حدود الوطن».
وأكد درويش «أنه في المنظور القريب لا نرى جيشاً وطنياً في ظل وجود قواعد عسكرية منتشرة على الجغرافيا السورية كافة مهمتها رسم حدود السيطرة، ولكن قد نرى تقارب وجهات نظر دولية تساهم في تخفيف الصراع لتكون نقطة البداية على سلم الحل المجهول الآليات». وأضاف: «يبدو أن اليأس يسيطر على واقعنا الحالي، إلا أن كل ما مضى من محاولات باءت بالفشل يبرر هذا اليأس، وقد يكون سر نجاح هذه المبادرة في التفاصيل التي نجهلها إلى الآن».