متحدث باسم المعارضة السورية النظام يهرب رسمياً من المواجهة السياسية المباشرة ويعيق «جنيف-8»

متحدث باسم المعارضة السورية: النظام يهرب رسمياً من المواجهة السياسية المباشرة ويعيق «جنيف-8»

متحدث باسم المعارضة السورية... النظام يهرب رسمياً من المواجهة السياسية المباشرة ويعيق «جنيف-8»

جنيف – «القدس العربي»: قال المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة الموحد في جنيف يحيى العريضي ان المبعوث الأممي «ستافان دي ميستورا» ابلغهم بشكل رسمي ان النظام يرفض الجلوس مع المعارضة على طاولة المفاوضات المباشرة.
وأضاف في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان «يدنا مليئة بتمسكنا بحقوق الشعب السوري بالحرية، فيما نتلقى اتصالات من سفراء دول ومبعوثي الخارجيات للوقوف على الحقائق وهم مهتمون بتطبيق قرارات الشرعية الدولية».
مؤكداً ان الوفد المعارض مستمر في جنيف حتى نهاية الجولة الثامنة يوم الجمعة المقبل، وستجري خلال هذه الفترة الزمنية مناقشات للمبادئ الأساسية وعملية الانتقال السياسي ومتعلقاته، وقال العريضي: نحن لا يعجزنا شيء لأننا نعمل من اجل حق الإنسان السوري في الحياة وعودته آمنًا إلى وطنه».
وأضاف: بدورنا أبلغنا المبعوث الأممي ردنا حول رفض النظام المفاوضات المباشرة و»اعتبرنا ان عدم قبوله بالمفاوضات شرط مسبق» مضيفاً ان ذلك «مخالف للدعوة الأساسية التي جئنا من اجلها إلى جنيف، كما ان ذلك ينخرط ضمن مساعي النظام الحثيثة في إيجاد الذرائع كي لا يدخل في العملية السياسية التي اقرتها الشرعية الدولية والتي هي من حق السوريين في حياة حرة وكريمة تسمح لهم بالعودة إلى بلدهم.
واتهم مصدر مطلع من وفد المعارضة في جنيف، النظام بأنه خائف لذا اعلن رفضه المفاوضات المباشرة مؤكداً ان ذلك كان خوفاً وهرباً من الولوج الحقيقي في عملية الانتقال السياسي، حيث قال: في الماضي كان يتذرع بعدم وجود شريك مفاوض وان المعارضة غير موحدة، واصفاً مناوئيه بالمعارضات، أما اليوم فقد اضطر إلى الهرب بشكل رسمي.
ووصف المصدر مساعي موسكو في مجال الحل السياسي ب»الفاشلة ومحض تصريحات عابرة» طالما انها لم تضغط على النظام السوري لخوض مفاوضات تفضي إلى حل حقيقي، وتصرفاتها غير منسجمة مع تصريحاتها».
حقوق الشعب
وعلق المتحدث على الإجراءات التي سيتخذها الوفد بعد رفض النظام المفاوضات المباشرة قائلاً «نحن لازلنا متمسكين بالقرارات الدولية وحقوق الشعب السوري في ممارسة حريتهم كأي شعب، وسنبقى في جنيف حتى نهاية الجولة نسعى لتحقيق كل ما نستطيع تحقيقه من اجل السوريين، وكل تصرفات وفد النظام هي برسم الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية».
ونفى العريضي ان يكون مؤتمر سوتشي بديلاً لمسار جنيف، وانها إذا شاركت في مؤتمر سوتشي المقبل، دون تحقيق تقدم في سلة الدستور في اجتماعات جنيف الحالية، فإنها ستتلاشى وتضيع هناك»، وسيكون «سوتشي» بديلاً لجنيف، حيث قال «لم يبلغنا المبعوث الأممي بان سوتشي سيكون بديلاً لجنيف»،
مضيفاً ان سوتشي إرادة الروسي وهناك من يؤيده من المجتمع الدولي وهناك من هو ضده، وعملياً لم نلمس تغيراً في مواقف الدول تجاه جنيف سواء تركيا او غيرها من دول أصدقاء الشعب السوري» داعياً المجتمع الدولي لممارسة دوره في إيجاد آلية لتطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها بيان جنيف 1 والقرار 2254.
وحول ادعاء فقدان المعارضة للتأييد الدولي حسبما نقلت مصادر إعلامية عن دي ميستورا، قال العريضي ان الموقف الدولي إلى الآن سلبي تجاه مؤتمر سوتشي وخاصة انه يهدف إلى حرف مسار جنيف ويؤثر سلباً على المحادثات والقرارات الشرعية الدولية، مضيفاً «سيكون الموقف الدولي إيجابياً من سوتشي في حال قرر دعم المسار السياسي والتزم بالقرارات الدولية التي يكلف فيها أصلاً المبعوث الدولي كمنسق وليس كمطلق أحكام عشوائية ومنظر يحدد من هو مع المعارضة ومن هو ضدها».
وأضاف: دي ميستورا مهمته إجراء مفاوضات سياسية تفضي إلى حل والأحكام التي يطلقها تندرج ضمن استراتيجيات وتكتيكات تفاوضية. وسنمضي في بناء الدعائم الأساسية للسقف التفاوضي وهو الانتقال السياسي، الذي يبنى على العملية الدستورية والعملية الانتخابية.
وأصدرت هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية مساء أمس الثلاثاء بياناً صحافياً دعت خلاله النظام السوري إلى الانخراط الجدي في المفاوضات المباشرة، في الأيام المتبقية من الجولة الثامنة لمفاوضات جنيف، على اعتبارها الفرصة الأخيرة. وانطلق الوفد في موقفه في حوار مع وفد النظام السوري من إنهاء الكارثة الإنسانية وتأمين البيئة الآمنة والمحايدة التي تسمح بعودة السوريين إلى بلدهم والوصول إلى التغير الجذري الديمقراطي الشامل والعميق، وفقاً للبيان.
«السلة 4 فقط»
وأعلن أحمد رمضان، أحد متحدثي وفد المعارضة في مؤتمر «جنيف 8»، أن وفد النظام «عمد إلى وضع شروط مسبقة، من خلال الحديث عن رفض التطرق إلى مصير بشار (الأسد)، وبالتالي مصير النظام، ورفض أيضاً مسألة بيان الرياض2 (صدر الشهر الماضي)»، معتبرًا أنها «حجج لإعاقة الدخول في المفاوضات».
وتابع أن وفد النظام «رفض أيضاً الإجابة على النقاط ال 12 المطروحة عليه من قبل المبعوث الخاص ستافان دي ميستورا، كما رفض الدخول في مناقشة السلال الأربع (الحكم الانتقالي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب)، وبالتالي كان موقفه الرفض المطلق للعملية السياسية تقريباً».
وبناء على موقف النظام، أكدت المعارضة، حسب رمضان، في لقائها، أمس، مع دي ميستورا، أنه «لا يمكن المضي إلى ما لا نهاية في محادثات ثنائية، دون الدخول في المفاوضات المباشرة، ودون الحديث عن عملية الانتقال السياسي بين طرفنا والوفد المقابل».
تحديد الخيارات
وأردف «وبالتالي فإن المطلوب من دي ميستورا هو تحديد الخيارات والسيناريوهات المستقبلية، وهذا الموضوع كان محور النقاش في جولة أمس، في ضوء إصرار النظام على الرفض». وأشار رمضان إلى أن وفد المعارضة «طلب من دي ميستورا التحلي بالشجاعة، وأن يحذر الطرف الذي يرفض، الآن، المفاوضات بشكل فعلي».
وشدد على أن «الكرة الآن في ملعب الأمم المتحدة، لاتخاذ الخطوة فيما يتعلق في المفاوضات، والمعارضة من طرفها ستجري المشاورات الكاملة للخطوات التالية، وعلى الأمم المتحدة أن تعيد النظر في تقييم وتقدير الموقف، لتحديد رؤيتها لسلوك النظام». ورداً على سؤال حول مطلب النظام من المفاوضات، رأى رمضان أن «النظام يقول إنه يريد مناقشة السلة الرابعة فقط، وهي الأمن والإرهاب، وهذا يعني عودة المفاوضات للنقطة صفر». وأضاف أن «دي ميستورا يقترح، خلال الأيام القليلة المتبقية، الاستمرار بنقاش مسألتي الدستور والانتخابات، ليستطيع أن يتحدث أمام مجلس الأمن بعد ذلك، لكن حتى هذا الموضوع لاقى رفضاً من النظام، ما يعني أن الإشكال لا يكمن في ما يناقشه دي ميستورا معنا، وإنما في النظام».

m2pack.biz