مجالس محلية تطلق نداء استغاثة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإنقاذ المدنيين في شرق حلب
الحسكة «القدس العربي»: وجهت مجالس محلية وفعاليات مدنية في شرق حلب شمالي سوريا نداء استغاثة يدعو الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول الصديقة للتدخل العاجل لتأمين ممرات إنسانية للنازحين من أجل العبور من أماكن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية إلى المناطق التي يريدون الذهاب إليها بعد أن سيطرت قوات النظام السوري على مدينة الخفسة، مما أدى إلى قطع الطريق نحو ريف حلب الشرقي.
وقال رئيس المجلس المدني في بلدة مسكنة ابراهيم المحمد في حديثه مع «القدس العربي»: الجميع يشاهد ما يحدث في ريف حلب الشرقي من تقدم لقوات النظام السوري بعدما وصلت إلى الخفسة، وتسبب ذلك في حدوث حالة تخوف لدى الاهالي من مجازر قد ترتكبها قوات النظام والميليشيات الطائفية التي تقاتل بجانبه، مما أدى إلى نزوح نحو 50 ألف من مناطق دير حافر ومسكنة والخفسة من إجمالي 200 ألف نسمة وذلك قبل انقطاع الطريق المؤدي بين مناطق درع الفرات وتنظيم «الدولة».
وأضاف، «بعد وصول قوات النظام إلى بلدة الخفسة انقطع الطريق أمام الأهالي الذين تجاوز عددهم 150 ألفاً للذهاب باتجاه مناطق درع الفرات، مما اجبرهم على النزوح نحو مناطق قوات سوريا الديمقراطية لمحاولة العبور من طرفها باتجاه مناطق درع الفرات، إلا أن «قسد» منعت الاهالي من دخول مناطقها بحجة عدم وجود كفيل والاشتباه بوجود متسللين من تنظيم الدولة بينهما».
وأكد المحمد على مطالب المجالس المدينة بفتح ممر انساني للمدنيين المهجرين والسماح لهم بالدخول إلى مناطق سيطرة قوات «قسد» بدون كفيل وترك حرية العبور لهم إلى المناطق التي يريدون الذهاب اليها، لافتاً إلى أن «قسد» تريد الاحتفاظ بالمدنيين على مشارف مناطقها لترغم الشبان على التجنيد الاجباري ضمن صفوفها.
ودعا المنظمات الإنسانية والدولية لتقديم يد العون للمجالس المدنية في شرق حلب لمساعدتهم في تقديم مراكز ايواء للنازحين الذين يبيتون في العراء من أجل التخفيف من معاناتهم.
وقال أحد المدنيين النازحين من مدينة الخفسة ل «القدس العربي» إنه وعائلته المكونة من خمسة أشخاص مروا بظروف صعبة للغاية، حيث اضطروا إلى الهرب تاركين أمتعتهم الشخصية هرباً من القصف الجوي الذي تشنه الطائرات الحربية الروسية وتقدم قوات النظام السوري إلى مناطقهم.
وأضاف الشاب الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية أنه ينتظر مع عائلته على مشارف مدينة منبج من أجل السماح لهم بالدخول للمدينة بعد أن قاموا بتسجيل أسمائهم لدى «قوات سوريا الديمقراطية» التي أخبرتهم أن أسماءهم ستخضع للتدقيق الأمني خوفاً من وجود ارتباط بينهم وبين مسلحي تنظيم الدولة.
وأشار إلى أن أكثر احتياجاتهم هي المأوى والغذاء والماء بشكل رئيسي بعدما ما تركوا منازلهم وكل ما يملكون من ممتلكات ليعيشوا اليوم مشردين في العراء وأطفالهم يموتون من الجوع مهانين.
يذكر أن قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له وبدعم جوي روسي تحاول التقدم والسيطرة على مدينتي دير حافر ومسكنة قرب الحدود الإدارية الغربية لمحافظة الرقة، وذلك عقب سيطرتها على عشرات المناطق والقرى بريف حلب الشرقي إثر انسحاب مقاتلي تنظيم «الدولة» منهما.
Share on FacebookClick to share on TwitterClick to share on Google+Click to email this to a friend