«معركة خفية» بين سفيري السعودية وقطر للتأثير في الإعلام التركي حول الأزمة الخليجية

«معركة خفية» بين سفيري السعودية وقطر للتأثير في الإعلام التركي حول الأزمة الخليجية

«معركة خفية» بين سفيري السعودية وقطر للتأثير في الإعلام التركي حول الأزمة الخليجية

إسطنبول «القدس العربي»: يخوض سفيرا المملكة العربية السعودية وقطر في العاصمة التركية أنقرة غمار «معركة خفية»، وذلك في مسعى للتأثير في توجهات الإعلام التركي حول الأزمة الخليجية المتصاعدة بين المملكة وحلفائها من جهة والدوحة من جهة أخرى.
ومنذ اندلاع الأزمة الخليجية الأخيرة استحوذت تطوراتها ومجرياتها على اهتمام الإعلام التركي بشكل كبير جداً وذلك بسبب أهمية وحساسية الموقف التركي تجاه الدول المعنية بالأزمة لا سيما قطر التي دعمتها أنقرة بشكل مطلق والسعودية التي ما زالت تحرص على عدم إغضابها أو الإساءة إليها.
وفي هذا الإطار، علمت «القدس العربي» أن السفير القطري في أنقرة سالم بن مبارك آل شافي ونظيره السعودي وليد الخريجي يخوضان عملاً كبيراً من أجل إبراز مواقف البلدين في الإعلام التركي، وتعمل سفارتا البلدين على مراقبة جميع ما ينشر عن الأزمة في الإعلام التركي باللغات التركية والإنجليزية والعربية.
وبينما يقود الإعلام التركي لا سيما المقرب من الحكومة والرئاسة والحزب الحاكم بشكل عام توجهاً عاماً بالوقوف إلى جانب قطر ودعم موقفها ووجهة نظرها من الأزمة، عمل السفير السعودي على التأثير على هذه الوسائل مستغلاً التوجه الآخر القاضي بعدم الإساءة إلى المملكة وتجنب الدخول في مناكفات إعلامية معها قد تقود إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين.
وبعد أن نشرت صحيفة «ديلي صباح» التركية الناطقة بالعربية والإنجليزية مقابلة مطولة مع السفير القطري في أنقرة أبرز خلالها موقف بلاده من الأزمة، ضغط سفير السعودية من أجل نشر مقابلة مشابهة له في الصحيفة بنسختها الإنجليزية والعربية بالإضافة إلى صحيفة صباح التركية التابعة للمنظومة ذاتها والمقربة من الرئاسة التركية.
وأوضح مصدر تركي ل«القدس العربي» أن السفير السعودي يقود بنفسه اتصالات وحراكا كبيرا مع مدراء تحرير الصحف التركية ومسئولي المواقع الإلكترونية بالإضافة إلى شخصيات سياسية وإعلامية تركية من أجل إبراز الرواية السعودية في الإعلام التركي والتأثير على الرواية القطرية التي برزت في الإعلام التركي منذ بدء الأزمة.
ومن شدة الضغوط التي واجهها الإعلام التركي، اضطرت العديد من المواقع إلى نشر المقابلتين بنفس الدرجة من الاهتمام وبنفس الموقع والقيمة الإخبارية، كما يتابع السفيرين نشر خطابات أردوغان والتركيز على التصريحات الايجابية بحق بلدانهم ومحاولة تصديرها في العناوين.
وعقب ذلك بيومين، وفي خطوة لافتة، اضطرت على ما يبدو وكالة الأناضول التركية الرسمية إلى توزيع مقابلتين مطولتين مع السفيرين الخريجي وآل شافي في نفس اللحظة على المشتركين، وحسب ما يظهر على نظام النشر التابع للوكالة فإن المقابلتين وصلتا المشتركين وجرى نشرهما على الموقع الإلكتروني للوكالة بفارق دقيقة واحدة فقط، وذلك في واقعة تُظهر حجم الضغوط والمتابعة التي يقوم بها السفيرين للإعلام التركي.
وعلى الرغم من الدعم السياسي والدفاعي الذي قدمته تركيا بشكل واضح ولافت لقطر منذ بداية الأزمة، إلا أن دوائر صنع القرار في أنقرة ما زالت تُسخر جميع إمكانياتها الدبلوماسية في مسعى لعدم الصدام مع السعودية والاستمرار في محاولات حل الأزمة بالطرق الدبلوماسية.
وفي آخر تصريحات حول الأزمة، شدد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الاثنين، على أنّ بلاده تمتلك علاقات تاريخية واقتصادية قوية مع كافة دول الخليج العربي وتبذل جهوداً مضاعفة لحل الأزمة الحاصلة بين قطر وعدد من البلدان العربية الأخرى.
ولفت قالن إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبذل جهوداً دبلوماسية مكثّفة لحل الأزمة، و»قد تناول الخلاف بكل تفاصيله مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما الجمعة الماضية»، مضيفاً: «أعتقد أننا بدأنا نرى ثمار الجهود التي نبذلها حيال الأزمة، فالرئيس أردوغان دعا نظيره الأمريكي لتبني دور فعال وإيجابي تجاه الأزمة، لا سيما أنّ التصريحات التي أعقبت اتصالات ترامب مع عدد من الزعماء الخليجيين، تشير إلى وجود رغبة لدى الاطراف لحل الأزمة عن طريق الحوار».

m2pack.biz