مفاوضات مع تنظيم «الدولة» بوساطة الأمم المتحدة… وتنسيق لخروج جرحى ومقاتلي التنظيم من دمشق إلى الرقة
دمشق «القدس العربي»: أكدت مصادر أهلية من ريف دمشق أن وفداً للأمم المتحدة قد دخل إلى حي الحجر الأسود، المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة في ريف دمشق الجنوبي، للبحث في سبل تأمين خروج مقاتلي التنظيم مع عائلاتهم من مناطق سيطرتهم على تخوم العاصمة، إلى دير الزور والرقة شرق سوريا.
وقال مصدر إعلامي من جنوب دمشق في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» إن «الوفد المفاوض اجتمع مع قيادات في تنظيم الدولة في حي الحجر الأسود، بعد تأمين دخول الوفد للحي عبر حاجز العسالي، وسط تحليق لطيران الاستطلاع فوق المنطقة، وانتشار كثيف لعناصر التنظيم في الحي».
ونقل المتحدث الإعلامي عن مصادر خاصة قولها إن «الأنباء تفيد بالتوصل إلى اتفاق مبدئي يقضي بإخراج دفعة من جرحى تنظيم «الدولة» إلى مناطق سيطرته شرق سوريا، وذلك خلال الأيام القليلة المقبلة، مضيفاً أن الاتفاق يبدو جدياً هذه المرة وقابلاً للتنفيذ أكثر من المرات السابقة التي باءت مفاوضاتها بالفشل».
وأشارت مجموعة «العمل من أجل فلسطينيي سوريا» في تقرير لها إلى أن اتفاقاً عقد بين النظام السوري وهيئة تحرير الشام، ضمن اتفاق المدن الخمس، يقضي بتسهيل إخراج «الأمير السابق» لهيئة تحرير الشام وعائلته من جنوبي دمشق نحو الشمال السوري، مقابل إخراج أربع حالات حرجة من بلدتي «كفريا والفوعة» و 12 مرافقاً لهم. وقالت مجموعة العمل يوم الخميس من الأسبوع الفائت: «شهد إخراج الأمير السابق لهيئة تحرير الشام» أبو جهاد الفوراني عبر حاجز «المأذنية» جنوبي دمشق نحو الشمال السوري، عقب هروبه قبل فترة وجيزة من مخيم اليرموك إلى حي «المأذنية».
وكان تنظيم «الدولة» قد افتتح أواخر الشهر الفائت باب التسجيل أمام الراغبين بالخروج معه من المدنيين في الأحياء التي يسيطر عليها جنوب العاصمة السورية دمشق، إلى مناطق سيطرته شرق سوريا، وفقاً لمنشورات وزعها التنظيم على أحياء الحجر الأسود الذي يعتبر معقله الرئيسي، إضافة إلى أحياء من مخيم اليرموك والتضامن والعسالي في جنوب دمشق.
ووفقاً للإعلان المنشور الذي جاء فيه «تفتح الدولة الإسلامية الباب لاصطحاب عوام المسلمين الراغبين بالهجرة لأراضي الخلافة الإسلامية، شريطة تسجيل أسمائهم في إحدى النقاط الإعلامية التالية»، فإن التنظيم سمح بتسجيل أسماء المدنيين الراغبين بالخروج مع مقاتليه وعائلاتهم، في ثلاثة مراكز إعلامية وهي «نقطة أبي محمد العدناني العروبة، ونقطة الأقصى الأسير، جانب جامع فلسطين في مخيم اليرموك، إضافة إلى نقطة عمر الشيشاني في حي العسالي»، وحدد المنشور ساعات التسجيل ما بين الحادية عشرة صباحاً والسابعة مساءً.
وقال ناشط إعلامي ل «القدس العربي»: إن بلدات جنوب دمشق الثلاث ستكون في موقف حرج بعد خروج تنظيم «الدولة» منها، حيث ستتعرض الفصائل المعارضة المرابطة في مناطق سيطرتها هناك، لضغوط من قبل النظام في الخارج وشيوخ المصالحة وأنصارها في الداخل، وستكون الفصائل بين خيارين أحلاهما مر، فإما التهجير القسري الذي سيجعل جنوب دمشق نموذجاً عن الضاحية الجنوبية في بيروت، وإما الحرب التي يعارضها الكثير من أهالي البلدات وعلى رأسهم شيوخ المصالحة مما قد ينذر باصطدام داخلي لا تحمد عقباه.
وأضاف «لجنوب دمشق لجنة سياسية مختصة بالمفاوضات ولا نعلم بالضبط ما القرار الذي قد تتخذه اللجنة، وبصراحة خيار الحرب خيار مطروح بقوة ومطلب لكثير من العسكريين والناشطين لكن لا نستطيع التنبؤ بما قد يحدث خلال المفاوضات»، موضحاً أن «لجنة المفاوضات تضم عسكريين ومدنيين، ولكل وجهة نظره ورؤيته».
ورأى أنه لا بد من مفاوضات جديدة مع النظام السوري بناء على المتغيرات الحالية، وقال: «ليس هناك أي عذر لنا بالتخلف عن الدفاع عن المنطقة التي حررناها بدماء آلاف الشهداء والمعتقلين، على الفصائل التجهز لجميع الخيارات وحسم الموقف، وإبعاد شيوخ المصالحة عن المشهد السياسي، والبدء بمفاوضات جديدة بعيداً عن فكرة المصالحة».
Share on Facebook