«هيئة تحرير الشام» بين الغضب الدولي والضغط الداخلي تحولات ومتغيرات قادها أبو ماريا القحطاني

«هيئة تحرير الشام» بين الغضب الدولي والضغط الداخلي: تحولات ومتغيرات قادها أبو ماريا القحطاني

«هيئة تحرير الشام» بين الغضب الدولي والضغط الداخلي... تحولات ومتغيرات قادها أبو ماريا القحطاني

إسطنبول «القدس العربي»: كشفت مصادر من داخل المعارضة السورية المسلحة عن عمل دؤوب يتولى صدارته القيادي في «هيئة تحرير الشام» أبو ماريا القحطاني لعزل التيار السلفي التقليدي وتحجيم دوره لصالح التيار الآخر الأكثر انفتاحاً على التنسيق مع الفصائل العلمانية التي تؤمن بأولوية قتال تنظيم «الدولة» والدخول في مفاوضات مع الحكومة السورية.
وفي تصريح ل «القدس العربي» قال أبو أسامة سلقيني، الذي عرف عن نفسه بانه من بين كوادر «جبهة فتح الشام» التي اعتزلت الجبهة بعد تشكيل «هيئة تحرير الشام»، ان «نفوذ أبو ماريا القحطاني القيادي في جبهة النصرة سابقاً بدأ تأثيره يظهر بوضوح على توجهات هيئة تحرير الشام العامة»، حسب قوله.
وأوضح، ان القحطاني «استطاع خلال الأسابيع القليلة الماضية شن حملة توعية مكثفة في أوساط هيئة تحرير الشام نجح من خلالها بخلق تيار عريض يرفض المنهج الفكري لمنظر تنظيم القاعدة الأردني أبو محمد المقدسي». وأكد المصدر نقلاً عن قيادات «في جبهة فتح الشام اكدت ان القحطاني من أكثر الشخصيات المؤثرة في فك ارتباط جبهة النصرة مع تنظيم القاعدة ومن ثم اعلان جبهة فتح الشام وبالتالي اندماجها في تحالف هيئة تحرير الشام».
واضاف ان القحطاني «نجح بالفعل في اجهاض مشروع أبو محمد الجولاني لاعلان امارة إسلامية في سوريا، كما نجح بدفع أبو محمد الجولاني لإفشال المساعي التي بذلها القياديان في جبهة فتح الشام سامي العريدي وأبو جليبيب الأردني لاعادة الارتباط بتنظيم القاعدة او اعلان فرع جديد للقاعدة بالشام»، موضحاً أن «هيئة تحرير الشام بدأت تتبنى منهجاً لا يتعارض مع الفصائل المنضوية تحت لوائها كحركة نور الدين زنكي المقربة من حركة أحرار الشام في التوجهات العقائدية».
وكشف المصدر عن «انشقاقات في هيئة تحرير الشام على نطاق ضيق مُنذ حوالي أسبوعين لقيادات وسطية وافراد يتبنون منهجاً يرفض اي تحولات عقدية متعلقة بما يصفونها بالثوابت».
وأكد ان «معظم فروع جبهة فتح الشام في مناطق عدة باتت تتبنى مشروعاً وطنياً قريباً من مشروع فصائل الجيش السوري الحر، بإستثناء قيادتها في ادلب ما يمثل ضغوطات اخرى عليها من اجل اتمام عملية الاندماج ومشروع الثورة لتكون حركة التغيير باتجاه الاقتراب أكثر من توجهات الفصائل الإسلامية المعتدلة والجيش السوري الحر أكثر جدية ورسمية».
واضاف ان «بيان الأمريكي مايكل راتني بمثابة تلويح باستخدام القوة ضد جبهة فتح الشام، وهو ما دعا الجولاني للقبول بإصدار بيانات عن الهيئة أكثر اعتدالاً وباللغات التركية والانكليزية لمخاطبة الرأي العام الغربي وأصحاب القرار بخطاب معتدل بعيد عن الفكر السلفي الذي يشن الغرب حرباً عليه وعلى قياداته»، حسب تعبيره.
وكشف سلقيني ان «هيئة تحرير الشام» ستشهد «متغيرات في توجهاتها السياسية تصل إلى الإعلان عن الدخول في المفاوضات الجارية مع النظام برعاية روسيا وتركيا وايران»، مؤكداً على ان هذا الامر يحتاج إلى بعض الوقت «للتخلص من بقايا التيار المؤيد لتوجهات منظري السلفية الجهادية كأبي محمد المقدسي»، على حد قوله.
وخلص إلى القول، بان التيار الذي قاده أبو ماريا القحطاني «انتصر فعلاً على خصومه ومعارضيه واصبح هو التيار الاوسع نفوذاً والأكثر قبولاً في جبهة فتح الشام وبالتالي في هيئة تحرير الشام، وهو الأكثر قرباً من حركة أحرار الشام الذي يدور حديث في أوساط قيادات الهيئة بان القحطاني مرتبط تنظيمياً بالحركة ويعمل لصالح مشروعها الثوري المعتدل»، على حد قوله.

m2pack.biz