«واشنطن بوست»: يجب على ترامب مواجهة إيران قبل سيطرتها على سوريا
لندن – «القدس العربي»: من إبراهيم درويش: كتب المعلق روش روغين في صحيفة «واشنطن بوست» قائلاً: «في الوقت الذي تحتفل فيه إدارة ترامب باتفاقية جديدة لتجميد النزاع في جنوب سوريا، يحضر نظام الأسد وإيران للمرحلة المقبلة من الحرب الطويلة وسيحاولان فيها غزو بقية البلد». وسواء نجحت إيران أم لا فهذا يعتمد بالضرورة على اعتراف الولايات المتحدة بالواقع ومن ثم تحضر لمواجهة هذه الإستراتيجية. وقال الكاتب إن إيران تقوم بإرسال آلاف المقاتلين للمناطق التي تمت السيطرة عليها في الفترة الأخيرة إضافة لبناء قواعد عسكرية هناك. وبرغم دعم الولايات المتحدة لقوات شرق نَهَر الفرات، جنوب – شرق البلاد وكذا في جنوب – غرب البلاد إلا أن إيران عبرت عن موقفها الواضح أنها ستساعد الأسد على استعادة كامل سوريا. وشوهد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني في الفترة الأخيرة بشرقي سوريا في مدينة دير الزور، بشكل يظهر الأولوية التي تضعها إيران من أجل استعادة المناطق الغنية بالنفط في شرق البلاد.
كما شوهد سليماني في بلدة البوكمال قرب الحدود السورية مع العراق ومقابل بلدة القائم التي تعد أخر قطعة في الممر البري الذي تعمل إيران على بنائه ويمتد من طهران إلى بيروت. ويشير الكاتب إلى أن الاتفاق الذي عقده ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في آسيا قدم على أنه محاولة للتأكد من عدم وقوع المناطق «المحررة» في أيدي نظام الأسد ويعبد الطريق أمام خروج القوات الأجنبية من البلاد. ولكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن بلاده لا خطط لديها لكي تضغط على إيران لإخراج قواتها من سوريا.
ما العمل؟
ويتساءل الكاتب عما يجب أو يمكن عمله؟ ويشير في هذا السياق إلى تقرير أعدته مجموعة من كبار الدبلوماسيين الأمريكيين العسكريين السابقين وفيه اقتراحات حول ما يمكن لترامب عمله كي يمنع إيران من السيطرة على ما تبقى من المناطق «المحررة» ويحقق ما وعد به وهو احتواء التأثير الإيراني في المنطقة. وأشار الكاتب إلى ما جاء فيه «ما يجب عمله عاجلاً وهو أن تقوم الولايات المتحدة بوضع عراقيل أمام بحث إيران عن النصر النهائي لنظام الأسد في سوريا». وصدر التقرير عن المعهد اليهودي للأمن القومي للولايات الأمريكية «الوقت من ذهب».
أولاً دعا إلى إعلان أمريكا استراتيجيتها الواضحة في سوريا وأنها لا تريد الخروج من البلاد بعد هزيمة تنظيم «الدولة». ويجب أن تظل القوات الأمريكية على الأرض وفي الجو من أجل التأكد من عدم ظهور «تنظيم دولة جديد» ولا يسيطر الأسد على كامل البلاد، إضافة لتقديم الأمن ودعم إعادة الإعمار في البلاد.
– ثانياً دعا إدارة ترامب لزيادة مساعدتها للمجتمعات السنّية التي تتمتع بالعيش خارج حكم الأسد ومساعدة الجماعات المدعومة من الولايات المتحدة التي تسيطر على مناطق مهمة في جنوب البلاد. ويمكن لهذه المناطق أن تقدم منافع اقتصادية للجماعات المحلية وتعطيها نفوذاً سياسياً أيضاً.
– ثالثاً يدعو التقرير الولايات المتحدة العمل مع القوى الإقليمية لمنع إيران نقل السلاح والمقاتلين إلى سوريا. وهذا يعني اعتراض الشحنات في وسط البحر والتأكد من سيطرة الجماعات المدعومة من واشنطن على المعابر الرئيسية على الحدود مع العراق. وبهذه الطريقة يتم وقف العدوان الإيراني من دون الحاجة لخوض حرب مباشرة مع طهران. وقال الجنرال الجوي المتقاعد تشارلس وود الذي يشارك في إدارة مجموعة المهام الخاصة هذه «نحن بحاجة إلى تخفيض قدرة إيران على بناء هلال تأثير» و»نريد مواضلة بناء تحالفنا مع الدول التي تشاركنا الموقف». ويقول الكاتب إن ترامب محق عندما يصف الوضع في سوريا بالرهيب خاصة أن سلفه باراك أوباما تعامل ودعم بتردد الجماعات المعارضة هناك وأقام دبلوماسيته على الأماني من دون أن يكون لديه تأثير وهو ما قاد للوضع الحالي. لكن على ترامب أن لا يعيد تكرار أخطاء أوباما في سوريا. ويقول السفير الأمريكي السابق في تركيا «لدينا هنا كل أنواع الأوراق للعبها لو كان لدينا الذكاء والحكمة للعبها». وبرغم عدم وجود شهوة لدى الولايات المتحدة لإطالة أمد الحرب في سوريا إلا أن ذكريات الخروج من العراق عام 2011 لا تزال حاضرة في الأذهان. وتعهد وزير الدفاع جيمس ماتيس بعدم الخروج لمنع ظهور تنظيم دولة رقم 2 وحتى تبدأ العملية السياسية ولكنه لم يقل شيئاً حول مواجهة التهديد الإيراني.
مصالح
ويعلق الكاتب أن مصالح الأمن القومي الأمريكي واضحة فسيطرة إيرانية طويلة على مناطق حررت من النظام وتنظيم الدولة يهددان الاستقرار ويغذيان التطرف بشكل يطيل أمد الأزمة. وقال معاذ مصطفى، مدير لجنة المهام الخاصة السورية «كان التحالف الأمريكي والدول المشاركة فيه عاملاً مهماً في هزيمة تنظيم الدولة ولكن تحرير السوريين من تنظيم الدولة ووضعهم في يد إيران سيطيل مسألة التطرف في البلد». ويختم بالقول: «قيل لنا بشكل دائم أن لا حل عسكرياً للأزمة السورية وهذا صحيح. وما هو صحيح أن لا حل دبلوماسياً ممكناً طالما ظلت إيران والأسد يبحثان عن النصر العسكري من دون أية مواجهة».