خطوط عريضة وضعت بين موسكو وواشنطن لتقاسم النفوذ في دير الزور

خطوط عريضة وضعت بين موسكو وواشنطن لتقاسم النفوذ في دير الزور

خطوط عريضة وضعت بين موسكو وواشنطن لتقاسم النفوذ في دير الزور

حلب – «القدس العربي» : أكد قائد شرطة محافظة دير الزور السابق المنشق عن النظام السوري اللواء محمود العلي، وجود خطوط وضعت من قبل الولايات المتحدة وروسيا ضمن تفاهم ضمني على تقاسم مناطق النفوذ في عموم المنطقة الشرقية من دير الزور شرقي البلاد.
ويضيف اللواء في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: إن ما جرى في دير الزور قبل أيام من سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) على حقل العمر النفطي، التي كانت تبعد عن الحقل مسافة 30 كيلومتراً، بينما قوات النظام تبعد فقط 3 كيلومترات، يؤكد وجود تنسيق وتفاهم بين التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن وروسيا.
كما أكد أن أمريكا تسعى من خلال أدواتها للسيطرة على الطاقة الموجودة في المنطقة الشرقية، ورسم خطوط المنطقة من خلال تفاهمات مع الروس من تحت الطاولة بحجة مكافحة الإرهاب. وأوضح أن مجموعة تنظيم داعش قصف قوات النظام المتواجدة في مدينة الميادين وما حولها حتى لا تتمكن من السيطرة على حقل العمر، بينما قوات «قسد» تقدمت مسافة 30 كيلومتراً خلال 24 ساعة واحتلت حقل النفط وسيطرت عليه، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا من خلال تنسيق بين قيادة داعش والمخابرات المركزية الأمريكية بالتنسيق مع الروس.
وحول الأهداف الأساسية من التفاهم الأمريكي – الروسي في دير الزور قال اللواء محمود العلي إن هذا التفاهم هو لإعادة توزيع خارطة النفوذ من أجل الطاقة وطرق عبورها، حيث أن الروس والأمريكيين متفقون على ذلك، وأن الخطوط التي رسمها الأمريكيون للسيطرة على النفط في المنطقة الشرقية مع بعض حلفائهم الأوروبيين كالفرنسيين و البريطانيين والتواجد العسكري الأوربي والأمريكي في المنطقة الشرقية يدل على ذلك.
ولفت إلى عدم حدوث اي معارك حقيقية بين الأمريكيين وقوات النظام أو داعش على الإطلاق، فهم بحجة محاربة الإرهاب وصلوا إلى المنطقة ووضعوا قواتهم وبدأوا ينفذون الخطط التي ترمي للسيطرة على المنطقة والطاقة وطرق مرورها إلا أن الأمريكيين في النهاية لن يسمحوا للنظام وحلفائه الإيرانيين والميليشيات الداعمة لهم بالوصول إلى حدود دير الزور مع العراق حتى لا يصبح هنالك خط بري يربط بين العراق وسوريا وتستخدمه إيران والميليشيات المتحالفة معها وتصبح قوة ذات تأثير على الأرض. وفيما يتعلق بحقل العمر أكبر الحقول النفطية في سوريا أوضح اللواء محمود العلي أن الطاقة الإنتاجية لحقل العمر تصل خلال وجود النظام فيه الى حوالي 30 الف برميل يومياً بينما تراجع إلى عشرة آلاف في المرحلة الراهنة.
وردًا على سؤال «القدس العربي» فيما إذ كانت سيطرة «قسد» على حقل العمر النفطي ستؤدي إلى وقوع خلافات أو اشتباكات بين «قسد» والنظام استبعد اللواء محمود العلي ذلك، معتبراً أن قسد في النهاية صنيعة النظام، في حين يستخدمها الأمريكيون من أجل مكاسب معينة لهم، وبالنهاية هنالك تفاهمات بينهما حتى لو وقعت اشتباكات ستكون عبارة عن تمثيلية مؤقته من إحدى مسرحيات النظام.
وحول المصالح بين قسد والنظام رأى أن المصالح بينهما عبارة عن مصالح مؤقتة وليست مصالح دائمة، فالنظام سعى إلى إرباك جانب من المجتمع الدولي والدول الداعمة للثورة السورية من أجل خلق تنظيم «قسد» المصنف على قائمة الإرهاب لوجود حزب العمال الكردستاني ضمنه، حيث يستخدمه النظام بشكل مؤقت وعندما تنتهي مصلحته من ذلك ستنتهي «قسد» وفق اعتقاده.
و قال المحلل والخبير العسكري العميد أحمد رحال في حديثه، أن الحرب في شرقي سوريا، هي حرب على النفوذ والمصالح النفطية اكثر منها حرباً على الارهاب. وأضاف الخبير العسكري، إن ما يحصل اليوم في شرقي سوريا يأتي ضمن تفاهمات وصفقات روسية – أمريكية قد حصلت وتغلبت على القدرات العسكرية، حيث أن قوات سوريا الديمقراطية بسيطرتها على شبه الجزيرة السورية لم تستحوذ على منابع النفط والغاز فقط، بل على الإنتاج الزراعي من القمح والشعير الذي يشكل القوة الاقتصادية الغذائية للأمن القومي الغذائي لسوريا.
وحسب رحال فإن المشروع الكردي اليوم لا يشبه السيناريو في كردستان العراق، أي بمعنى لن تكون هنالك عملية اعلان لدولة كردية مستقلة عن سوريا إنما سيتم تسجيل مشروع، بدايته الإعلان عن حكومة فدرالية ومنطقة حكم ذاتي، وهذا ما أكده الرئيس الروسي بوتين عندما قال قبل أيام عن مشروع اتحاد الشعوب السورية. وأكد رحال على أن منطقة شرقي سوريا تحكمها تفاهمات امريكية – روسية، حيث أن ميليشات «قسد» هي عبد لامريكا والنظام عبد لروسيا فإذا ما اراد الكبار يتفق الصغار، لكن إلى الآن هناك خطوط تماس بين قوات «قسد» والنظام السوري.

m2pack.biz