مستقبل تحلية المياه في مصر رؤية لحل أزمة المياه
القدرة الكهربائية- استهلاك الطاقة
د.م. رضوان مصطفى كمال
مدير عام الشركة الهندسية للبحث والتطوير (إيكورد)
تعاني مصر من أزمة مائية ناتجة عن تزايد عدد السكان وثبات مجموع الموارد المائية سواء من مياه النيل أو مياه الأمطار أو مخرجات المخزون الجوفي إضافة إلى ناتج إعادة تدوير مياه الصرف بعد معالجتها. وتقدر الفجوة المائية حاليًا بما يقرب من ثلاثة وعشرين مليار متر مكعب سنويًا قبيل الشروع في ملئ خزان سد النهضة في أثيوبيا والذي بدوره سوف يفاقم تلك الأزمة بمقدار متوسط خمسة عشر مليار متر مكعب سنويًا بفرض امتلاء هذا الخزان خلال خمس سنوات أي أن إجمالي العجز المائي خلال تلك السنوات القادمة سوف يبلغ ثمانية وثلاثون مليار متر مكعب سنويًا (بفرض ثبات عدد السكان وهو أمر مستحيل).
ويرى كاتب هذه السطور مع الكثر من خبراء المياه في مصر أن حل تلك الأزمة يكمن في النقاط الثلاثة التالية:
1- إعادة تدوير مياه الصرف بكافة أنواعها الثلاث (صحي وزراعي وصناعي).
2- تحلية المياه (سواء من البحرين الأبيض والأحمر أو البحيرات الشمالية أو المياه الجوفية عالية الملوحة).
3- تغيير خريطة الاستهلاكات المائية في مصر (إعادة التوازن إلى النسب الاستهلاكية لكل من قطاعات الزراعة والصناعة والاستخدام الآدمي).
ونتيجة للمتغيرات الحالية التي تمر بها مصر من أزمات اقتصادية نرى أن الحل عن طريق البندين الأولين هو الحل العاجل بينما البند الثالث يعتبر حلا آجلا لما يكتنفه من مجهود شاق على جميع المستويات التشريعية والاجتماعية والاقتصادية وكذلك الحوار المجتمعي المطلوب للتوعية بالمقترحات التي تندرج تحت هذا البند (مثال تطبيق نظم الري الحديث في تجمعات الحيازات الصغيرة).