تحدي محاسبة النشاط 2من اصل4

تحدي محاسبة النشاط 2من اصل4

 (2)

شبه درگر القراءات الجسدية الدورية ب ” قاعدة بيانات” مشير اً بشكل ضمني إلى أنها مماثلة لبيانات محاسبة
التكاليف التي تجري حسب النموذج ، وأدخل ضمن هذا الصنف تقنيات المحاسبة الكمية مثل تقارير التدفق
النقدي وحسابات الأرباح والخسائر وبيانات الموازنة وتخصص التكاليف مضيفاً بأن ذلك كله أصبح سهل
المنال من خلال برمجيات الحاسوب الصغير المحمول . إن كل هذه المعلومات لا غنى عنها ، ولكن الأمر
الذي أزعج درگر هو المعلومات الخاصة بالعقلية التجارية المغامرة التي لم تكن الإدارة تحصل عليها
وخصوصاً ما يتعلق منها بالأمور غير الملموسة مثل مواطن ضعف الشركة وفرص الابتكار وتحديد
الاتجاهات الحاسمة خارج الشركة .
وثاني سببي فشل محاسبة النشاط في تلبية متطلبات ديناميكية العقلية التجارية المغامرة هو أن نموذج هذه
المحاسبة كان في تركيبه قاصراً بسبب جهوده المفرطة في الرقابة على ارتكاب المحظورات من قبل الموظفين
والاحتيال والخديعة . لم يكن درگر مرتاحاً لهذا الأمر لأنه ولد ونشر جوا ً من عدم الثقة والريبة في كل
نواحي حضارة الشركة . سلم درگر بالحاجة إلى دور « الشرطي » هذا ، ولكن هذا الدور أعاق تدفق
المعلومات شديدة الحساسية في إدارة التغيير عندما أعطيت له أولوية حصرية .
ومع ذلك فإن درگر لم يدع أية سلطة فكرية في طرح حل للمشاكل طويلة الأمد في محاسبة النشاط ، وشعر
بأهمية فهم المعضلات والتعقيدات التي تواجهها هذه المحاسبة حيث يلخص المسرد التالي بعضاً من مقترحاته
المحددة بشأنها والتي أدرك أنها قد تقدم معنى جديدة لهذا التخصص في المحاسبة ، معترفاً أن تقييم الأمور
التنظيمية تتطلب دقة رقمية . ونظراً لأن درگر كان يحاول التهرب من الدقة الزائفة إلا أن الحاجة إلى الدقة لم
تسبب له الكثير من الإنزعاج ، فقد أرضاه أن تكون عبارة « أكثر أو أقل » صالحة في إحصائيات بعض
أنواع القياس .

m2pack.biz