المغايرة بين الطرق اليابانية والأمريكية 1من اصل5

المغايرة بين الطرق اليابانية والأمريكية 1من اصل5

 (2)

اختار دركر النواحي التالية في بحثه عن وجوه التباين بين عملية صنع القرار من قبل المدراء في اليابان
والولايات المتحدة : (1) السؤال الصحيح تجاه الجواب الصحيح ، و (2) المستقبل تجاه المستقبلية ، و (3)
عملية إسناد الوظائف .
السؤال الصحيح تجاه الجواب الصحيح . بدأ درگر تحليله بالقول إنه ليس هناك في العالم أحد أجود في صنع
القرارات من اليابانيين ، وأحد أسباب قدرتهم الخاصة على ذلك هي ” أن العملية اليابانية تركز على
فهم المشكلة ” ، أما في الغرب فإن التركيز يكون على التوصل إلى جواب . النتيجة النهائية المرجوة في اليابان
هي الفعل والسلوك من جانب الأشخاص ، وهذا يضمن في غالب الأحيان دراسة جميع البدائل ، وكذلك يربط
الاهتمام الإداري بالضروريات ولا يسمح بالالتزام حتى تكون الإدارة قد حزمت أمرها حول موضوع القرار
بمجمله .
أدرك درگر من خلال سنوات خبرته الشخصية والاستشارية ضعف توقع الحصول على نتائج عندما تأتي
الحلول قبل الأسئلة وعرف أن أخطر الأخطاء تكون نتيجة لمثل هذه الأجوبة الفجة . أخطر الأمور في صنع
القرار هو طرح السؤال الخطأ . لعل الطريقة اليابانية من خلال تركيزها على المشكلة « تخرج بالجواب
الخطأ على المشكلة ( كما كان حال قرار شن الحرب على الولايات المتحدة عام 1941 ) ، ولكن اليابانيون
نادرا ما يخرجون بالجواب الصحيح على المشكلة الخطأً » .
أكد درگر أن التركيز الياباني على المشكلة بدل الحل هو انعكاس لنظام القيمة الياباني الذي
ل ايشجع الناس على التحيز في أمر فرضي ، وبين أن الملاحظة الوفيرة التي تأخذ بألباب
اليابانيين هي البديل عن المناقشة الفورية وعلامة على أنهم يدرسون المشكلة بشكل دؤوب .
كان اليابانيون أيضاً يدركون بصورة ذكية أن من غير المنطق تجميع المعلومات بعضها إلى
بعض من خلال المناقشات التي لا تنتهي ( وهذه من سمات الثقافة الأمريكية ) .

m2pack.biz