الروح 5 من صل 9

الروح 5 من صل 9

الروح 5 من صل 9 (2)

لا تستطيع أن تحيط بحالة إلا إذا خرجت خارجها ولهذا ما كنا نستطيع إدراك مرور الزمن لولا
أن الجزء المدرك فينا يقف على عتبة منفصلة وخارجة عن هذا المرور الزمني المستمر ” أي
على عتبة خلود ” .ولو كان إدراكنا يقفز مع عقرب الثواني كل لحظة لما استطعنا أن ندرك هذه
الثواني أبدا ،ولا نصرم إدراكنا كما تنصرم الثواني بدون أن يلاحظ شيئا .
وهي نتيجة مذهلة تعني أن هناك جزءا من وجودنا خارجا عن إطار المرور الزمني ” أي خالد
” هو الذي يلاحظ الزمن من عتبة سكون ويدركه دون أن يتورط فيه ولهذا لا يكبر ولا يشيخ
ولا يهرم ولا ينصرم .. ويوم يسقط الجسد ترابا سوف يظل هذا الجزء على حاله حيا حياته
الخاصة غير الزمنية هذا الجز هو الروح .
وكل منا يستطيع أن يحس بداخله هذا الوجود الروحي على صورة حضور وديمومة وشخوص
وكينونة مغايرة تماما للوجود المادي المتغير المتقلب النابض مع الزمن خارجه .
هذه الحالة الداخلية التي ندركها في لحظات الصحو الباطني والتي أسميتها حالة حضور .. هي
المفتاح الذي يقودنا إلى الوجود الروحي بداخلنا ويضع يدنا على هذا اللغز الذي اسمه الروح …
ودليل آخر على طبيعتنا الروحية هو شعورنا الفطري بالحرية ، ولو كنا أجساما مادية ضمن إطار
حياة مادي ةتكمنا القوانين المادية الحتمية لما كان هناك معنى لهذا الشعور الفطري بالحرية .
لنا الروح إذا تعلو على الزمن وتتخطى الموت وتتخطى الحتميات المادية .
ماذ اعن البعث إذا …

m2pack.biz