الحاجة إلى الانفتاح 1من اصل3

الحاجة إلى الانفتاح 1من اصل3

 (2)

کان دركر جازماً في اعتبار الابتكار ، أو إدارة التغيير ، أمراً لازم اً للشركة الكبيرة ، غير مقيد بشروط ، إلا
أن فهم القوى التعويضية التي تعيق تنفيذ الابتكار أمر حاسم كما حذر درگر ، فالغايات المتصارعة بين
شركات الأعمال القائمة والتقليدية لن تنتهي من خلال إلقاء المواعظ حول الحاجة إلى تعديل الإختلافات في
المفاهي م، وإن من العبث إصدار مرسوم من الباب الإداري العالي بإجبار الناس على ممارسة الإدارة اليوم
وغداً بشكل متوافق .
أصر دركر على أن عدم كفاية البلاغة منفصلة عن الحقيقة لسببين أساسيين ، أولهما أن المدافعين عن الحالة
الثابتة يعلمون علم اليقين أن الابتكار يبدو سهلاً من الناحية النظرية ولكنه عند ممارسته صعب لأنه يتطلب
عملا ً منظما ً ، فمنصب المدير التنفيذي لا يكون في جو تتعاظم فيه الذكريات وتمتدح مآثر الماضي وتبرز
الملامح المزعجة من أخطار وتشکيکات .
وثانيهما وجود ميل طبيعي لتخصيص الموارد للمشاكل والأزمات ، وهو موقف يغري على دعم البارحة
وتجاهل الغد وإلى إعطاء المكافآت على أساس مستويات الماضي التي يمكن قياسها بسهولة ، وذلك لأن مواقف
الحيرة والقلق في حضارة الشركة كانت في أصلها أقوى من العناصر المروجة للتغيير . كل هذه الأمور
المؤسساتية التي تقيد الابتكار في الشركة غالباً ما تؤدي إلى إضعاف المبتكرين أمام التقليديين . رأي درگر
أثناء مناقشته بأن الخوف هو أكثر العوامل الجوهرية في زيادة العداء تجاه الابتكار أن من غير المجدي للإدارة
أن تقف عند صعوبات التغيير سواء كانت حقيقية أم سطحية وهذا كان مدخلاً خطأ ، أما المدخل الصحيح فهو
تبني الإدارة موقفاً ابتکاريا ً حتى تجعل الشركة منفتح ة أمام استراتيجيات عمل جديدة .
اعتبر درگر أن الشروح الواردة في الكتب الدراسية التقليدية حول معارضة التغيير بمثابة
شرح خارجي للأسباب معتبراً أنها ?جب دخانية وأعذار لرؤية الابتكار بعين معادية ، وبين
أن السبب الجوهري للمواقف المضادة للتجديد كانت مقاومة التغيير وأن هذه المقاومة تقوم على
أساس جهالة المجهول والخوف منه .

m2pack.biz