الخاتمة1من اصل2
يتبين لنا من خلال هذا الاستعراض لتكون الأنوثة أن التباين وارد عند معظم المحللين –وحتى فرويد يعترف بقصر نظريته- وأن الموضوع أعمق مما يمكن أن يطاله التحليل النفسي بكل جوانبه. فلا تزال هناك نقاط يحيطها الغموض ولا يطالها التحليل إلا من خلال الترميز، لأن واقعها لا يدركه الاستحضار الوجداني، فهي تبقى في حكم المخيلة، غير قابلة لأن تطابق واقعًا مرئيًّا ونهائيًّا.
وهذا ما دعا بعض المنظرين بوصف الأنوثة بـ: Mascarade، أي مجموعة أقنعة تعبر عنها، كلما سقط قناع ظهر آخر حتى القناع الأخير في مفهومه الجمالي يغطي حقيقة الموت. الجمال هو الخط الفاصل ما بين الواقعي والموت. وهناك نقطتان يجب التوقف عندهما، تمثلان المفترق الأساسي لما يميز المرأة عن الرجل:
أولًا: الإنجاب. فارتباط الوليد بالأم، هو ارتباط عضوي لا مجال للشك به، أي أنه واقع يربط الجنين مباشرة بالمصدر الذي أخرجه إلى هذه الحياة. ولا يتحمل أي شك. وهذه العلاقة الاندماجية ترمز إلى أسمى ما يمكن أن تعطيه الامرأة عن سر كينونيتها، لا يقبل أي تصور بيولوجي أو سيكولوجي نهائي. ولكن انفصال المولود عنها يضع حدًّا لهذه النرجسية، لأن الصورة المتكاملة التي كانت تكونها تصبح ناقصة بمجرد خروج هذا المولد إلى العالم، وكي تتمحور العلاقة بين الطرفين حول هذا النقصان المشترك سواء من دواعي رغبة الأم لاستعادته إلى أحشائها، وحنين الثاني إلى هذا المكان الذي تركه بحكم القوانين الطبيعية.
والإنجاب عند الامرأة له قيمة رمزية عميقة الآفاق تتفاخر بها على الرجل. ويظهر ذلك من خلال الأساطير والدراسات الأنتروبولوجية في بعض الشعوب البدائية ان الرجل تنتابه الغيرة إلى درجة أنه يحاكي الامرأة أوجاع المخاض كي يتهيأ له أنه ساهم في الإنجاب.