اللاشعور الاجتماعي 22من اصل22
ولكن أليس صحيحاً أن الطفالة (Infantilismus) مقضي عليها بأن يتخطاها المرء ويتغلب عليها؟ فليس في وسع الإنسان أن يبقى طفلاً إلى الأبد، إن عليه أن يخرج في النهاية إلى “الحياة العادية”. ولنا أن نسمي هذا التربية على الواقع” ويستأنف الكتابة قائلاً: “قد لا يكون إلهنا اللوجوس قديراً جداً فلا يستطيع أن يحقق إلا جزءاً صغيراً مما وعدنا به أسلافه. وإذا ما كان علينا أن نقر بهذا فسنتقبل هذا مستسلمين. ولن نفقد من أجل ذلك الاهتمام بالعالم والحياة… لا، ليس علمنا وهماً. إن الوهم هو أن نعتقد أن في إمكاننا أن نحصل من مكان ما على ما لا يستطيع الوهم أن يمنحنا إياه
إن إدراك الأوهام هو في نظر ماركس شرط للحرية والعمل الإنساني. ولقد عبر عن هذه الفكرة تعبيراً رائعاً في مؤلفاته المبكرة، وذلك في صدد تحليله للدين: “إن البؤس الديني هو من جهة التعبير عن البؤس الواقعي ومن جهة أخرى اعتراض على البؤس الواقعي إن الدين زفرة المخلوق المتضايق وفؤاد العالم الغليظ القلب، كما أن روح ظروف لا طعم لها. إنه أفيون الشعوب.
ولما كان الدين غبطة وهمية للشعب فإن إلغاءه مطلب غبطته الحقيقية. وإن المطلب للتخلي عن الأوهام بالحالة التي هو فيها لهو المطلب للتخلي عن حالة تتطلب الأوهام. فنقد الدين إذاً هو بداية نقد الحياة البائسة التي هالتها الدين.
لقد نتفق النقد الزهور الخيالية في السلسلة لا لكي يحمل الإنسان السلسلة العارية من الخيال والباعثة على الأسى، بل لكي يرمي بالسلسلة ويقطف الزهرة الحية.
فنقد الدين يحرر الإنسان من الوهم لكي يفكر ويعمل ويصوغ واقعه كإنسان منور تحرر من الوهم وعاد إلى رشده لكي يتحرك ويدور حول نفسه بالذات ثم يتحرك ويدور بذلك حول شمسه الحقيقية.