قلعة قايتباي
تقع قلعة قايتباي فى غرب مدينة الأسكندرية ، وقد بناها السلطان الأشرف أبوالنصر قايتباي فى نفس مكان منارة الأسكندرية والتى تهدمت بفعل زلزال قوى مدمر ، وقد إستغرق بناء القلعة عامين ، وكان هدفه من إنشاء القلعة تأمين الأسكندرية من أى هجمات محتملة من جانب العثمانيين الذين كانوا يتربصون بالدولة المملوكية فى مصر آنذاك .
ونظرا لأهمية القعلة بوصفها نقطة حماية حصينة ضد أى هجوم محتمل قادم من الشمال ، فقد أولاها كل سلاطين المماليك عناية فائقة ، وخصوصا ” قنصوة الغورى ” الذى زاد من تأمين أبراجها ونقاطها الحصينة ، علاوة على حرصه الزائد على تسليحها بكل أنواع الأسلحة المعروفة والمتاحة آنذاك .. ومع بداية الحكم العثمانى لمصر فقدت القلعة الكثير من أهميتها ، لتظل منزوية فى طى النسيان والإهمال ، حتى تولى محمد على باشا حكم مصر ، والذى أدرك بفطنته وخبرته العسكرية أهمية قلعة قايتباى فى تأمين حدود مصر الشمالية ضد أى هجوم أو غزو عسكرى محتمل ، لذا فقد عمد إلى ترميم القلعة وإعادة شحنها بالسلاح والعتاد اللازمين ، لكن للأسف تعرضت القلعة مرة ثانية للتخريب والتصدعات والشقوق أثناء الإحتلال الإنجليزى لمصر ، وقد ظلت القلعة على هذا الوضع المزرى حتى بدايات القرن المنصرم ، حيث تم تشكيل لجنة لصيانة الآثار العربية ، وقد تم إدراج قلعة قايتباى ضمن خطة عمل هذا البرنامج الطموح .
وقد تم بناء الأبراج من الحجر الجيرى الصلد ، أما جسم القلعة نفسه فقد تم بناؤه من الصخور، وعند الدخول إليها تجد أنها نسبيا مربعة الشكل ، ويحيط بها الماء من ثلاثة جوانب ، والقلعة مزدوجة الأسوار ، حيث يحوى السور الخارجى العديد من أبراج المراقبة المخصصة لرصد أى هجوم خارجى محتمل والرد عليه ، فى حين يوجد بالسور الداخلى مايشبه بالثكنات العسكرية ، وتستخدم فى حالة الحرب كمخزن للسلاح والذخيرة .
ويوجد البرج الرئيسى فى منتصف القلعة ، كما يوجد برج نصف دائرى فى كل جانب من جوانب القلعة الأربعة ، وتم تصميم البرج الرئيسى ليكون بمثابة حجرة المراقبة لرصد أى هجوم محتمل ، فى حين تم تصميم الأبراج الأربعة لتنتهى بفتحات متوسطة للرد على أى هجوم بالسهام والنبال .
وعموما تتكون القلعة من ثلاثة طوابق .. ويحتل مسجد القلعة الطابق الأول ، وكان لهذا المسجد مئذنة ، لكنها تحطمت لاحقا ، فى حين توجد الممرات والقاعات الدفاعية فى الطابقين الثانى والثالث ، كما يوجد أيضا فى الطابق الثالث حجرة لطحن الغلال وعمل الخبز للجنود المقيمين ، وكذلك تحسبا لأى حالة حصار قد تحدث للقلعة .
وتواجه القلعة خطر الإنهيار نتيجة لتواجدها بجانب مياه البحر المالح ، علاوة على تأثير الرطوبة وعوامل التعرية بفعل السنين ، وكذلك فقد تم إكتشاف هبوط أرضى بالجهة الخلفية للقلعة منذ عدة سنوات ، مما يستلزم تحرك سريع وفعال لإنقاذ هذا الصرح التاريخى العملاق من خطر هذا الإنهيار الجزئى المحتمل .