50 – الاخلاق الغربيه امام النقد:
تمهيدا لدراسه النظريات الاخلاقيه لدي بعض علماء المسلمين وحكمائه فإنه يلزم إلقاء نظريه عامه علي معالم الأخلاق التي تكلمنا عنها في الباب الأول ، إذ نلاحظ أنها لايخلو من بعض الاخر لفصلها بين الدين والاخلاق إلي جانب الانتقادات التي وجهت إلي آراء الفلاسفه الاخلاقيين التي أوضحناها آنفا.
ولقد سبق لابن تيميه أن تنبيه إلي خلو نظريات فلاسفه اليونان الاخلاقيه منالالزام، إذ تبين له من دراستها أن ( ما ذكروه من العمل متعلق بالندب ) أي ايس واجبا ملزما.
الالزام الخلقي إذن لا يشق من الفكره المحضه ، والقوانين الأخلاقيه لاينبغي أن تصبح ترفا عقليا ، وإنما ينبغي أن تكون قواعد العمل وقد سلم الاخلاقيون اليونان بهذه الحقيقه عند تقسيمهم للعلوم واعتبار الاخلاق من العلومالعمليه ، وحرص بعضهم كسقراط والرواقيون – علي التعبير عنمثلهم الاخلاقيه بسلوكهم العملي وهنا يتصح لنا الجانب العملي الذي يتصل بالدين أكتر من اتصاله بالفلسفه كنظىر عقلي محض لان الاتساق بين النظر والعمل ( او بين الاعتقاد والسلوك في الدين واجب ومن ثم كان لوم الكتاب الكريم لمن ( يبولون ما لايفعلون ) .