الأطر العقلية: ما نعرفه بالفعل
1 من أصل 2
كما رأينا في الفصل الأول، طلب بارتليت في ثلاثينيات القرن العشرين من مشاركين إنجليز قراءة قصة شعبية تنتمي لسكان أمريكا الأصليين، ثم استرجاعها، وهي قصة «حرب الأشباح»، التي جاءت من ثقافة مختلفة للغاية عن ثقافتهم. عندما حاول الأفراد تذكر هذه القصة، كان نقلهم معتمداً اعتماداً واضحاً على القصة الأصلية، ولكنهم أضافوا وحذفوا وعدلوا المعلومات لإنتاج قصص بدت أكثر معقولية بالنسبة إليهم، وهو ما سماه بارتليت «السعي وراء المعنى».
اقترح بارتليت أننا نملك «أطرا عقلية»، وصفها بأنها تنظيمات نشطة لتجارب ماضية. تساعدنا هذه الأطر العقلية في فهم المواقف المألوفة، فتوجه توقعاتنا وتقدم إطاراً عملياً يمكن في ظله معالجة معلومات جديدة. على سبيل المثال: قد نملك إطارا عقلياً ليوم «عادي» في العمل أو المدرسة، أو لزيارة «عادية» إلى مطعم أو إلى السينما.
وفيما يبدو، يواجه الناس مشكلة في فهم المعلومات المقدمة إليهم لو لم يستطيعوا الاعتماد على الأطر العقلية الخاصة بمعرفة مكتسبة سابقاً. وأوضحت هذه النقطة بدقة دراسة أجراها برانسفورد وجونسون. فقد أعطى هذان الباحثان المشاركين فقرة ليتذكروها، والتي بدأت كالتالي:
العملية في الواقع بسيطة جدا: أولا ستنظم العناصر في مجموعات مختلفة. بالطبع يمكن أن تكون كومة واحدة كافية بحسب مقدار العناصر الموجودة. وإذا كنت مضطراً للذهاب إلى مكان آخر بسبب نقص التسهيلات فهذه هي الخطوة التالية؛ غيرذلك يمكنك أن تظل في مكانك. من الضروري ألا تفرط في التعامل مع الأشياء؛ أي من الأفضل أن تفعل أموراً قليلة في المرة عن أن تفعل الكثير.