الذاكرة القصيرة الأجل
1 من أصل 2
علاوة على الذكريات الحسية، افترضت نماذج معالجة المعلومات التي لاقت تأييدا في ستينيات القرن العشرين وجود مخزن أو أكثر للذاكرة القصيرة الأجل يحتفظ بالمعلومات لبضع ثوان (الشكل 2-2): إذ يؤدي الانتباه لشيء ما إلى نقله للذاكرة القصيرة الأجل (التي يُطلق عليها أحيانًًا اسم «الذاكرة الأولية» أو «المخزن قصري الأجل»)، التي تسع حوالي سبعة عناصر. يستخدم هذا المخزن، مثلاً، عند الاتصال برقم هاتف جديد. وهو يتسم بسعة محدودة، لكي تحل مكان المعلومات القديمة مداخلات جديدة بمجرد أن تمتلئ الذاكرة القصيرة الأجل. وتحتفظ الذاكرة القصيرة الأجل بالأفكار الأقل أهمية (مثل: رقم هاتف عليك أن تتصل به اليوم ولكنك لن تحتاجه مجدداً أبداً)، ثم تتلاشى بعد استخدامها. على سبيل المثال: إذا كنت ستتصل بالسينما لتعرف الأفلام المعروضة هذا المساء، فستحتاج إلى الاحتفاظ برقم الهاتف في ذهنك لفترة قصيرة نسبياً، ثم يمكنك بعد ذلك نسيانه.
في إطار الدراسات العلمية، لقي المخزن اللفظي قصير الأجل اهتماماً بالغاً، وقد استنتجنا وجوده – ولو جزئيًا على الأقل – من «تأثري الحداثة» في الاستدعاء الحر. فمثلاً: طلب بوستمان وفيليبس من مشاركيهم تذكر قوائم مكونة من ١٠ أو ٢٠ أو ٣٠ كلمة.