نمو الذاكرة
5 من أصل 5
قد يكون الأطفال الأكبر سناً والبالغون قادرين على تذكر أحداث حياتهم المبكرة بصورة عامة جيدة نسبياً، ولكنهم يواجهون صعوبة في تحديد مصدرها بسبب ضعف الذاكرة السياقية نسبياً في مرحلة الطفولة؛ ولهذا «تذكر» بياجيه بوضوح محاولة الخطف التي وقعت زيفاً عندما كان في عربة الأطفال في الشانزلزيه، رغم أنه كان يعرف – بشكل منطقي – أن الحدث لم يقع(1).
بين وقت التشفير ووقت الاسترجاع مهمة بصفة خاصة عندما يحاول البالغون استرجاع الأحداث التي تم تشفريها في فترة الطفولة. هذه الاحتمالات لا ينفي أحدها الآخر، ولكن يصعب تحليلها بأسلوب منهجي وعلمي.
كما رأينا في الفصل الرابع، فكلنا عرضة لتحريفات الذاكرة. ومع هذا، قد يكون هذا هو الوضع بصفة خاصة عند تأمل أحداث طفولتنا، بسبب الصعوبات في تحديد مصدر وسياق معني. هذا له آثاره المهمة بشكل خاص عند تدبر أمور مثل شهادة عيان؛ حيث تشير غالبية الأدلة إلى أن الأطفال قادرون على تقديم شهادة شاهد عيان دقيقة حول أحداث مهمة بشكل شخصي في حياتهم. مع هذا، تشير الدراسات أيضاً إلى أنه – كما الحال مع البالغين – يمكن لذاكرة الأطفال أن تتأثر سلباً بالإيحاءات الزائفة، بل وربما أكثر.