توقيت التجربة الذاتية
4من اصل4
وإما أمام وقت تتحول فيه العمليات غير الواعية على نحو سحري إلى عمليات واعية؛ أي الوقت الذي “تصبح فيه واعية” أو “تدخل دائرة الوعي”. لكن ما الذي يمكن أن يعنيه هذا؟ إذا فكرت بتلك الطريقة، فأنت تصطدم بالمشكلة الصعبة أو بلغز الوعي الذي يبدو أنه غير قابل للحل.
إحدى الطرق الجيدة للتعامل مع هذا الموضوع هي تبني طريقة التفكير البديهية هذه في الوعي، ومحاولة حل المشكلة؛ أي تفسير كيفية تحول العمليات غير الواعية إلى عمليات واعية، وهذه هي الطريقة التي تقودنا إلى نظرية الكم، وأشكال مختلفة من الثنائية، وبالطبع معظم النظريات العملية الحالية الخاصة بالوعي. يتمثل اقتراح ليبيت في أنه عندما يحدث نشاط فيزيائي في مجموعة من خلايا الدماغ لفترة طويلة على نحو كاف، فإن تلك العملية تتحول من كونها غير واعية في إحدى اللحظات إلى أخرى واعية في اللحظة التالية، لكنه لا يفسر كيف يحدث ذلك أو لماذا، وهكذا يبقى اللغز مستمرا.
هناك طريقة أكثر ثورية تتمثل في التخلص من الافتراض القائل بأنه يمكن تحديد توقيت التجارب الواعية. صحيح أن التخلص من طريقة التفكير الطبيعية في الوعي صعب للغاية، لكن هناك بعض الأمثلة الغريبة الأخرى التي قد تجعل هذا الاحتمال أكثر جاذبية.