مثال شهرزاد وشهريار الملك
17من اصل17
التي يؤدي مضمونها إلى إلغاء دور الأب والدين المترتب له، بتحويلها إلى دال يشهد على شهوة طبيعية جامحة تكرس دوره في العلاقة الحبية المرتبطة بها.
كراهية الأب هي كراهية دفينة، تعود إليه من هذا الحقل المخيالي البعيد، لتتكرس في المنافسة الأوديبية، وإذا كانت هذه المنافسة تعزز هذه الكراهية إلا أنها لا تعطيها بعدًا وتبريرًا إلا من خلال الفالوس، حيث إنه يمثل مصدرًا للمتعة والسلطة. فهو موضوع يستقطب كل اقتصادية الليبيدو كما يقول صفوان، علمًا بأنه لا يطابق أي موضوع، وعندما تدرك الذات أن هذا الموضوع ليس أي موضوع، وأنه لا يوجد، يلتغي الفارق ما بين امتلاكه وعدم امتلاكه. ويسقط الصراع إلى أقل درجة ممكنة. وفي هذه المناسبة تستنفذ المنافسة كل المواضيع البديلة لكي تصبح في النهاية منافسة ودية، تتعدى واقع الأب ولكن ليلتقي به حول مثال الأنا.
والحرية التي يتمتع بها، هي حرية الاختيار. فالرغبة تصبح مصدرًا لإسعاده، ولسعيه عندما يشعر أنها ملك اختياره، وليس بحاجة إلى الآخر للسماح بها. وهذه المرحلة تتطابق عندما يتغير موقعه بالنسبة للفالوس. فبدلًا من التأرجح بين الحصول عليه أو التهامي به، يصبح موضوعًا ناقصًا يترك فراغًا ما بين رغبته وموضوعها. فانطلاقًا من هذا النقصان تصبح الرغبة أبدية، وتتجدد باستمرار مهما كان الموضوع الذي يحقق طلبها. وهذا ينطبق سواء على الامرأة، أو على الرجل. بالنسبة للأولى، حسب تعبير لاكان “لا تملك القضيب من دون أن تكونه”. وبالنسبة للثاني “ليس هو القضيب من دون أن يملكه”. وهذه المرحلة كما يزيد صفوان: بأنها أساسية، ولا تتم إلا إذا استطاع الإنسان أن يدرك بأن الأب قد استوعب نقصانه، وأنه ليس مصدر رغبته بذاته. وما يعزز ذلك هو الاحتجاج الذي نسمعه دائمًا بأن الأهل قد جنوا عليه، فلم خلقوه وهو ناقص؟ هذا الاحتجاج يحمل في طياته التعبير عن الكره الدفين للأب. وبأن الدين المترتب عليه هو أكبر مما يمكن أن يسد عبر العطاء، وأنه في الواقع دين إدراك لحقيقة النقصان كشرط أساسي أن كون الفالوس موضوع هذا النقصان.