وحدة الوعي 2من اصل3

وحدة الوعي

2من اصل3

وحدة الوعي  2من اصل3
وحدة الوعي
2من اصل3

في المقابل، يبدو الوعي البشري موحدا، وعادة ما توصف “وحدة الوعي” هذه بثلاث طرق مختلفة؛ والطريقة المعتادة للتفكير في الوعي- وهي صورة المسرح أو تيار التجارب- تتضمن الطرق الثلاث.

الطريقة الأولى: تقوم هذه الطريقة على أنه في أي وقت من الأوقات تتوافر وحدة تجمع تلك الأشياء التي أمر بها الآن؛ بمعنى أن بعض الأشياء تكون داخل وعيي، وبعضها لا يكون كذلك، الأشياء الموجودة بالداخل تسمى “محتويات الوعي”، وتكون تجاربي الحالية في التيار أو العرض على خشبة المسرح. الطريقة الثانية: يبدو الوعي موحدا على مدار الوقت، بمعنى أنه يبدو أن هناك استمرارية من لحظة إلى اللحظة التي تليها، أو حتى على مدار فترة زمنية كاملة من تجارب الوعي. الطريقة الثالثة: محتويات الوعي هذه تختبرها الذات نفسها؛ بعبارة أخرى، هناك مجرب واحد، وأيضا تيار من التجارب.

لا بد إذن لعلم الوعي الناجح أن يفسر محتويات الوعي، واستمرارية الوعي، والذات التي توصف بأنها واعية، ولا بد أن تكون نقطة انطلاقه لفعل ذلك هي الدماغ اللامركزي المتوازي المتفرع. سنعود إلى مسألة الذات، لكننا سنكتفي الآن بالفكرة التي تبدو في ظاهرها بسيطة، وهي أن هناك محتويات للوعي.

تتمثل النقطة المهمة هنا في أن معظم ما يحدث في الدماغ البشري يبدو كأنه يحدث خارج الوعي ولا يمكن للوعي أن يصل إليه؛ فنحن نرى الأشجار تتمايل أثناء هبوب الرياح، لكننا لسنا واعين بكل النشاط الكهربي السريع الذي يحدث في القشرة البصرية التي تؤدي بنا إلى هذا الإدراك. وعندما نجلس أمام جهاز الكمبيوتر ونحن واعين لنرد على إحدى رسائل البريد الإلكتروني، فإننا نكون غير واعين بالطريقة التي تكتب بها أيدينا الكلمات، أو المصدر الذي تأتي منه هذه الكلمات. وعندما نلعب مباراة تنس طاولة، فإننا نسعى جاهدين عن وعي للفوز دون أن ننتبه إلى التحكم البصري الحركي الذي يمكننا من الفوز.

في جميع هذه الحالات، تكون كل خلية من خلايا دماغنا، إلى جانب مليارات الوصلات العصبية، نشطة؛ بعضها يطلق النبضات الكهربية على نحو أسرع، والبعض الآخر على نحو أبطأ، اعتمادا على ما نقوم به.

m2pack.biz