5 من أصل 5
ولكن القراءة ليست الميدان الوحيد لزيادة الذكاء وتدريبه، فإن الحوادث التي تصدمنا كل يوم تغيرنا بمقدار ما نستجيب لها بنقد أو بتسليم، وباستطلاع أو بجمود، ثم تتكرر هذه الاستجابات فتصير عادات.
ومن أحسن العادات لزيادة الذكاء أو تدريبه أن نستطلع وننتقد، وأن نصادف المشكلات بالتجرد من عواطفنا، فننظر النظر الوجداني التعقلي بدلًا من النظر العاطفي الذاتي، وهذه العادة وحدها هى 99 في المئة من الذكاء، إن لم تكن هي كل الذكاء.
ومن أحسن العادات أيضًا لتدريب الذكاء أن نحتضن الفكرة كما تحتضن الدجاجة بيضها، فلا نرتجل، ولكن نفكر في الموضوع ثم نتركه كما لو كنا قد نسيناه، حتى إذا انحدر إلى كامنتنا؛ أي: العقل الكامن، وبقي ليلة أو أسبوعًا، أخذ ينمو في أذهاننا من حيث لا ندري، ثم يختمر كما لو كان جسما حيٍّا، ثم تتكاثر حوله الأفكار ويثب إلينا ناضجًا.
ونستطيع أن نرتب هذا الاختمار ونصل به إلى النضج في موضوع أدبي – مثلًا – بأن نعمد إلى الموضوع عند أول لقائنا به، فنضع عناصره، ثم نتركها يومًا أو أكثر، ثم نعود إلى كتابتها تفصيلًا.
وأيما مشكلة يمكن أن تعالج بهذا الأسلوب أيضًا: تفكير ابتدائي، ثم طرح للموضوع، ثم عودة إليه.