رهاناتالسلطةالخامسة

1من اصل2

محمدمصطفى: مصر

 

اعتاداتابنتيالكبرى (6 سنوات) التنقلبسهولةتامةبينالتطبيقاتالإلكترونيةعلىجهازهااللوحي (تابلت)؛سعيًا وراء لعبة جديدة أو مشاهدة فيلم كارتون عبر اليوتيوب شقيقتها الصغرى (عامان) تتابعها بشغف تنتظر هي الأخرى دورها في الدخول إلى العالم الإلكتروني، ولِمَ لا، فالاثنتان من جيل سيعتاد على التفكير بأطراف الأصابع.

لا أعتقد أن ابنتيّ ستعرفان عادة شراء الصحف الورقية، ولذلك سببان الأول أن ذلك النوع من الصحافة لن يستمر إلا لسنوات قليلة قادمة، والثاني أن اعتمادهما في الحصول على المعلومة سيكون عبر وسائل إلكترونية مختلفة تستطيع التعامل معها بلمسات تقدم الإبهار بكل صورة من صور وفيديو ورسوم توضيحية مع أقل عدد من الكلمات، مما يؤشر على أن ثقافة القراءة في طريقها للتواري خلف ثقافة الصورة.

نظريات علم الاتصال الجماهيري تؤكد أنه، تاريخيًا، لم يتسبب ظهور وسيلة إعلامية في انقراض وسيلة أخرى، فظهور الراديو لم يُلغٍ الصحف، وظهور التلفزيون لم يُلغِ الراديو، كل ما هناك أن جمهور الوسيلة الأقدم يقل ولكنه يظل موجودًا، وليس أدل من ذلك على أنه حتى يومنا هذا مازال هناك إذاعات جديدة تدشن، وإقبال المعلنين على الترويج لمنتجاتهم عبر الراديو مازال موجودًا، وإن كان لا يقارن بالتلفزيون، ولكن هل يصبح هذا هو حال الصحف الورقية بعد 10 سنوات؟.

حقيقة الأمر أن السر وراء استمرار وسائل إعلام مر على استخدامها أكثر من 200 عام هو التعود، وهذا هو نفس السبب الذي قد يؤدي إلى انقراض الإعلام المكتوب.

اعتاد المواطن المصري كل صباح لعشرات السنوات أن يبتاع صحيفته المفضلة وهو في طريقه للعمل، دون حتى أن يطالع عناوينها الرئيسية قبل الشراء، ودون أن ينتظر

أن يجد بها انفرادًا يجذبها أو قصة صحفية شيقة يطالعها، فالأمر بات بالنسبة له عادة شرائية، ولكن مع الأجيال الجديدة ستختفي هذه العادة، فأبناؤنا لم يعتادوا شراء الصحف ولا قراءتها، بل إن عادة شراء الصحف تراجعت عند الكبار،