من هذا الزمن

 

فقره1
فقره1

1من اصل2

مروة السنوسي

 

تطرح أعمال الفنان أحمد شيحا سؤالا حول الزمن، فهو معضلته الرئيسية، التي يسعى لا لحلها ولكن لصياغتها عبر أعماله، بأدوات وتشكيلات وأساليب فنية تمزج بين النحت والتصوير والتراكيب المعمارية وعناصر تستلهم جداريات فرعونية تذكرنا أن التاريخ دوماً في قلب أعماله.

الزمن هو السؤال الجوهري الذي يطرحه الفنان أحمد شيحا في أعماله، هل يمكن أن يلتقي الماضي بالحاضر؟ هل يمكن أن تجتمع الروح والجسد، والسماء والأرض، والحلم والواقع في زمن واحد؟ شيحا يحلم بهذا الزمن الجامع، مثله مثل محمد طه حسين، وتوفيق الحكيم، ومحمود مختار، وحسن فتحي، يقول شيحا “الزمن هو مشكلة الفن والفنان” هذا التساؤل الذي فرض عليه الشكل الذي يجمع بين التجسيد والتجريد، وبين الرسم والنحت والنقش والتلوين، والذي يكشفه لنا في مجموعته الفنية التي تعكس مراحل مختلفة في رحلته الفنية التي يستضيفها جاليري مصر تحت عنوان “أسطح زمنية” حتى 15 ديسمبر، ويستلهم فيه التراث بلمسة جديدة شديدة الخصوصية، يستخدم فيها لدائن وعجائن ومواد مختلطة يلصقها على سطوح لوحاته فتمنح العمل صفة النحت بأبعاده الثلاثية، كما يمزج بين التركيب المعماري الصارم وبين الأشكال والعناصر التي توحى برموز وأشخاص تذكرنا برسوم الجداريات في مصر القديمة، ويقول “أحب التركيز على العملية الفكرية والبحثية، فيما يتعلق بالدلالات التاريخية في الحضارة المصرية وعلاقتها بالزمن في علامات وإشارات ودلالات”.

يجمع شيحا بين المثال والمصورونيعبر عن ذلك قائلاً “هناك أعمال تضم توصيراً على مسطح، أسطح بينها علاقة قوية مع الجسم، والتصوير المجسم الذي أقدمه ليس بإضافة أشياء إلى المسطح، ولكن هذه المجسمات تخرج من السطح ذاته في لحمة متماسكة فأحياناً أجد العلاقة بين الحفر، والنحت، والتصوير داخل العمل الواحد”، أضاف شيحا للصورة المرئية عالم جديد، فالشكل يحققه بتثبيت اللدائن فوق السطح، ثم بعد ذلك يعمل اللون على إضفاء الحس الدرامي فألوانه تمثل تجسيداً للأرض المصرية ففيها البني الداكن من طمي النيل،

m2pack.biz