تتجلى الطبيعة بكل صورها في أعماله الكائنات بسلاسة وانسجام، فهو يعمل على الجسد الإنساني والحيواني والكتاب المقدس وشخصية الأنبياء متسقا مع الإرث والتاريخ الفني لأجداده الفراعنة وما بعده، ولهذا تتنوع الخامات التي يستخدمها.
يمتلك النحات ناثان دوس حريته في التشكيل والتعبير عن ليونة الكتلة فأعماله بعضها متحرر، تبدو عليها الرصانة والليونة، والبعض الآخر يأخذ وضع التكبيل فتميل إلى الأشكال الهندسية، ويقول الفنان مصطفى الرزاز عن أعمال دوس «شخوصه منهكة في حالة سقوط مفزع، السيقان إلى الخلف والصدور إلى الوراء والضفائر مجدولة بعصبية حول نفسها يائسة منكسرة، جسد وسيقان ذات أضلاع حادة وانسيابية، مشدودة بأوتار قاهرة في القفص الرمزي» كما لا تخلو أعمال دوس من اللمسة الزخرفية، وقد لجأ في بداية تجربته التشكيلية إلى خامة الطين، لكنه اتجه فيما بعد إلى النحت على الأحجار، والبرونز. الفكرة هي محركه الأول، يبدأ في تنفيذها على اسكتش للرسم ثم ينفذها على البرونز أو النحاس وغيرها من الخامات النحتية، مضيفًا أنه يعتمد على بعض الرموز في أعماله ومن بينها الأرض التي تمثل له الاستقرار والعلم الذي يدل على الوطن والنبات الذي يشير إلى الحياة والأمل هذا بالإضافة إلى تأثره كثيرًا بالبيئة التي تربى فيها، حيث ولد في صعيد مصر وكانت رؤيته للحيوانات ولعبه معها جزءًا من تكوينه لذلك استوحى منها بعض أعماله.