2من اصل3
فالمذاق الخاص للطعام وللأشياء كلها تعتمد على البساطة في الشكل ولكنها تحمل مضمونًا عميقًا. فالجلسة في التراس أمام البحر يمكن أن تمتد لساعات يذهب فيها الخيال بعيدًا ربما يستدعى فيه زمنًا آخر أو بشرًا رحلوا وكانوا قد مروا من هنا. سر المكان يكمن في تاريخه وطبيعته التي يغلب عليها شعور قوى بالدفء ينبع من تاريخه وذكرياته التي يقدمها زائروه. فليست مجرد “أكلة سمك” هي ما يبحث عنه من يزور المكان، بل جدران المكان نفسه وتفاصيله والاشتياق للمنظر ورائحة الهواء في تراسه وبجانبك العديد ممن أتوا لنفس الغرض. فلا تندهش عندما ترى من حولك عند كل زيارة سفيرًا أو وزيرًا أو فنانًا أو كاتبًا، فهنا قبلة كل من يبحث عن الإلهام والغوص في حالة مختلفة ممزوجة بالتاريخ بالإضافة لمذاق مميز للطعام. لذلك كلما ابتعدت لن تتأخر كثيرًا حتى تشعر بأن هناك ما يستدعيك لجلسة على تراس النادي اليوناني حيث الجميع أصدقاء سواء من مروا من هنا ونستدعي صورهم عند كل زيارة أو من يجلسون حولك يتشاركون نفس الحالة أو العاملين الذين لا يترددون في تدليل زائرهم منذ أن تطأ قدماه المكان وحتى يغادر.