صلاح الحضري .. رائد صناعة السيارات
1 من أصل 2
لا يمكن الحديث عن تاريخ صناعة السيارات في مصر دون الإشارة إلى ثلاثة أسماء .. الدكتور عادل جزارين، الدكتور عبد المنعم سعودي، والمهندس صلاح الحضري. فلكل منهم بصمته الواضحة في قصة السيارات المصرية التي أصبحنا لا نعرف عنها إلا القليل، وصرنا مشغولين بسؤال قديم يتكرر عن اليوم الذي ننتج فيه سيارة مصرية.
المفاجأة لمن يعيد قراءة تاريخ صناعة السيارات في هذا البلد يكتشف أننا كنا عمالقة، وكان لنا إنتاج من السيارات والأتوبيسات يجوب شوارع المدن العربية، وأننا أبهرنا العالم بكوادر عظيمة قبل أن ندخل زمن التبعية ونعبر إلى طور الكهولة الصناعية لنتحول إلى مستهلكين لا منتجين، ومستوردين لا صناع.
كان صلاح الحضري أمين عام رابطة صناعة السيارات وعضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الهندسية السابق الذي رحل عن عالمنا مؤخرا واحدا من قلائل أضافوا للصناعة، وواكبوا عبورها إلى القمة خاصة في صناعة الأتوبيسات التي كانت فخرا لكل مصري يوما ما.
ينتمي صلاح الحضري إلى أسرة ميسورة الحال اهتمت بتعليم أبنائها تعليما جيدا، وكان جده يمتلك شركة تسمى “الفؤادية” لنقل الركاب عبر مدن وأقاليم الدلتا.
وفي كلية الهندسة جامعة الإسكندرية تخرج الرجل في قسم جديد تم إنشائه بعد ثورة يوليو هو قسم السيارات، وكان الأول على دفعته مما أهله أن يطمح للعمل في شركة “فورد” أكبر الشركات العالمية في مصر في ذلك الوقت، وهي شركة كانت تنتج السيارات أنجيليا، وهي سيارة رشيقة كانت تباع في الإسكندرية فقط.