الأقمشة المخلوطة:
عادة ما يشتري الفرد قماشاً جميلاً، لأن لونه قد لفت نظره، أو لأنه ناعم الملمس، أو لأن سعره مناسب، ويؤكد لنا البائع، أو التاجر، أن هذا القماش من الحرير المخلوط، ونقنع أنفسنا بسهولة، بأن شراء هذا القماش صفقة طبية. وفي 90% من الحالات، يكون هذا الحرير المخلوط، عبارة عن حرير صناعي مخلوطـ واستبدال التاجر نوع قماش بآخر، لا يعتبر غشا بمعنى الكلمة، ولكنه وسيلة لتبسيط الأمر.
والواقع أن كلمة “حرير” بالنسبة لأغلبية الناس، تعد شيئاً مضموناً مائة في المائة، بينما عبارة “حرير صناعي” تثير، على العكس من ذلك، الارتياب وتبعث الشك في نفوسنا. والحقيقة أن انخفاض السعر، ليس فقط هو العامل الذي جعل التجار يفضلون الحرير الصناعي على الحرير الطبيعي، ولكن هناك عاملاً آخر، وهو الجانب العملي في تصنيعه، فالقليلون من الناس، هم الذين يعلمون، على سبيل المثال، أن خيوط الحرير الطبيعي، تفقد أثناء عملية التصنيع الكثير من قوة تحملها، وأنها تستعيد هذه القوة بوضعها في حمام من الأملاح المعدنية. ومن الطبيعي بعد ذلك، أن تعود قوة الحرير إلى طبيعتها الأولى، غير أنها تفقد جزءاً من قوتها ومتانتها.
ولو تم أثناء عملية النسج، خلط خيط غزل من الحرير، مع خيوط من أنواع أخرى من الغزل، فإن خيوط الحرير، لن تتحمل، ولا تلبث أن تقطع على الفور. وخلال فترة وجيزة، تحدث الكارثة، وهي النتيجة المفزعة لقماش رديء للغاية.
ولكن إذا ما استخدم في عملية النسيج خيط الحرير الصناعي، المخلوط ببعض خيوط الأنسجة الأخرى، فستكون النتيجة أفضل بكثير، من استخدام غزل الحرير الطبيعي. ذلك لأن خيوط غزل الحرير الصناعي متينة، وعلى درجة عالية من التحمل، ولهذا فإن الأقمشة المخلوطة بخيوط غزل الحرير الصناعي، تعتبر من الأقمشة المتينة، التي في استطاعة الفرد يبتاعها وهو مرتاح البال.