الخطوات الأولى في الحياة الاجتماعية 4 – 5

وينتج عن ذلك، أن الطفل إذا تبين أن صديقه الذي يرى فيه صورة أخرى من نفسه، يملك دراجة، لا يجد سببا يمنعه من امتلاك الدراجة، ويصدم عندما يفاجأ بمقاومة صديقه له وامتناعه عن إعارتها إياه.

كل هذا لأنه ما زال يعيش المرحلة التي يعتبر نفسه فيها، محور كل شيء: فهو يرى الأشياء من خلال احتياجاته، وبالتالي يسبغ رغباته وأحاسيسه على الآخرين. وإليك يا سيدتي مثلا ملموسا: قد يشعر الطفل فجأة، برغبة في الجري، ولا يمكن أن يتصور، أن زميله له رغبة مخالفة لهذه. وعندما يتبين ذلك، ينفجر باكيا. ولما كان الطفل الآخر، يرغب في الاستمرار في اللعب بالرمل، فإنه يعتقد، من ناحيته، أن صديقه له نفس الرغبة، ومن هنا تعذر التفاهم.

ففي هذه المرحلة من العمر، تنتهي الألعاب الجماعية دائما بالبكاء. ونستخلص من ذلك، أن السبب. ليس المنافسة بين الأطفال، بل عدم القدرة على التفاهم. فالتنافس بالمعنى الصحيح، لا يبدأ في الظهور، إلا في الرابعة؛ فالطفل إذ ذاك، يعتبر أن لعبته جزء منه، ولا يقبل أبدا أن يستخدمها أحد غيره. ومن هنا تنشأ المشاحنات، للاستحواذ على هذه اللعبة أو تلك. ورغم عنف هذه المشاحنات، إلا أننا يمكن أن نعتبرها علاقة اجتماعية. وفي تلك الأثناء، يبدأ شكل بدائي للمشاركة في الظهور.