الخطوات الأولى نحو حياة اجتماعية (2) 1 – 5
ينصرف الطفل مبكرا، إلى ممارسة ألعاب المحاكاة، فنراه يسند لنفسه الأدوار المختلفة: “سألعب دور ناظر المحطة، وأنت تلعب دور المسافر” وتستلزم هذه اللعبة قواعد، وعلى الطفل أن يتميز برباطة جأش تمكنه من مراعاتها، والقيام بدور معين. ويقتضي الأمر بالضرورة، أن يفهمه الآخرون، مما يحمله على تطوير أسلوبه، أو قدرته على المحاكاة، ليستطيع أن ينقل فكرته إليهم.
وأفضل الوسائل هي محاكاة الواقع، إذ ينجح الطفل باستخدام طريقة التجربة والخطأ، في الوصول إلى التقليد الدقيق المتقن.
ثم يأتي اليوم، الذي يرفض الطفل، اللعب التي لا تتطابق مع الأشياء الواقعية، وعندئذ يطالب بأسلحة، لا تفترق في شيء عن الأسلحة الحقيقية، وأجهزة مصغرة لتلك التي تستخدم في الأعمال المنزلية، للقيام بنفس ما يقوم به الكبار. كما أنه يهوى السيارات، التي تصور بدقة السيارات العادية. ونلاحظ أن اللعبة الرمزية، التي كان الطفل يشغل نفسه بها، قد تحولت إلى لعبة جماعية. غير أن عالم الأطفال، لايخلو من الخيال، الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من مملكتهم. ويبدأ الطفل في التمييز بين الأشياء الواقعية التي يمكن أن يشرك فيها الآخرين، وتلك التي تبقى خاصة به، أي الأشياء الخيالية.
بداية الخلافات:
لست في حاجة إلى أن تكوني أما لأطفال، لتدركي أن فترة الخلافات والمنافسة، لابد منها في حياة الطفل، إذ يكفي لذلك، ملاحظة أطفال يلعبون في إحدى الحدائق العامة، إن المشاجرات تبدأ، لأن أحدهم لا يقبل أن يأمره زميل له، بأن يفعل هذا، أو ينتهي من فعل ذلك. فالمشاجرة هي رد فعل منه، لمواجهة من يعترض طريقه. وهذه علامة طيبة، إذ أن الطفل المستسلم أو الخاضع، يكون في حاجة إلى من ينشطه.