يحتاج ترتيب الأولويات إلى صياغة الأهداف وتحقيقها بطرق فعالة وناجحة
يقوم الكثير من الناس باتخاذ قرارات وصياغة أهداف شخصية أو عملية، لكنهم لا يستطيعون في النهاية تحقيقها أو الالتزام بها، فما السبب وراء ذلك؟ فقد يكتشف الأب أن ابنه يقوم بتدخين السجائر، ولذلك يسعى الأب إلى زجره ونهره باستمرار وربما يضيق عليه الخناق في مصروفه، لكنه في النهاية لا يصل إلى غايته ولا يقلع ابنه عن التدخين، وتأتي النتيجة بشكل عكسي. كذلك كثيراً ما نقرر أن نقلع عن بعض العادات السيئة كالإقلاع عن تناول الوجبات السريعة. أو نحاول أن نتعلم لغة جديدة مثلاً؛ لكننا في كل ذلك دائماً ما نفشل ونتراجع إلى مربع الصفر، فما هو السبب؟
إن السبب الرئيسي الكامن خلف هذه الإخفاقات المستمرة، هو أننا لا نقوم بتحديد أو تحقيق أهدافنا بشكل فعال وإيجابي، بحيث يكون مستندًا ومرتبطًا مع مبادئنا وحينها سنتمكن من ترتيب الأولويات في حياتنا. ولكي نستطيع إنجاز أهدافنا علينا أولاً أن نقوم بصياغتها بشكل جيد، من خلال ثلاثة أسئلة أو أبعاد، وهي: ما هو هذا الهدف (ماهية الشيء)؟ لماذا نسعى خلف هذا الهدف (السبب)؟ كيف نحقق هذا الهدف (الطريقة أو الخطوات العملية)؟ هذه هي الأسئلة أو الأبعاد الثلاثة التي ينبغي أن نبدأ من خلالها، فعندما تريد أن تتعلم لغة جديدة (ما هو الهدف)، تتبعه بالسبب وراء هذا الهدف، كأن يكون من أجل الحصول على وظيفة أو السفر أو ترجمة نصوص أجنبية. ثم تتبع ذلك بسؤال الكيفية أو الطريقة التي ستتبعها لكي تحقق هدفك، فهل ستأخذ دورات تعليمية معينة أم ستعتمد على النشاط الذاتي؟ وهل المادة العلمية متوفرة لديك؟ إلى آخر هذه الأسئلة.
وفي النهاية عليك أن تعمل على ترتيب الأولويات وذلك بالسعي وراء أهدافك الأكثر أهمية بالنسبة لك، لا أن تحقق أهداف عاجلة وفورية قد لا تكون على نفس درجة الأهمية. فإذا أردت أن تصبح مديرًا ماليًا في الشركة التي تعمل بها على الرغم من أنك ما زلت تعمل محاسبًا صغيراً فيها، فعليك أن تقضي وتتحمل العديد من السنوات التي تحصل فيها الخبرة الكافية للوصول إلى ذلك الهدف، والذي سيكون تأثيره على حياتك عميقًا، ولا تتراجع أو يقل اهتمامك مع مرور الوقت. ننتهي إذن إلى أن تحقيق وصياغة الأهداف يحتاج إلى فن ومهارة هو الأخر لكي تستطيع النجاح في تحقيقه وإنجازه بشكل إيجابي وفعال.