كيف تحدد أولوياتك؟
من أجل تحديد أولوياتك بإمكانك استعمال هذا المثال على أي هدف لديك. إذا كان هدفك هو أن تصبح مبرمجا جيدا فإن هناك الكثير من لغات البرمجة التي تساعدك في فعل هذا، وكل نوع من هذه البرامج يملك مجالا يمكنك استعماله فيه. فإذا كان هدفك مثلا هو أن تستطيع برمجة مواقع الإنترنت وتطبيقات الهاتف بالإضافة إلى إتقان البرامج المتعلقة بالحاسوب نفسه، فإن عليك أن تكون على دراية باللغات المختلفة ومعرفة ما الذي يعتمد منها على الآخر. فهناك مثلا لغة بايثون التي تعتبر أبسط اللغات وأكثرها سهولة مع المستخدم وهي ستساعدك في صنع البرامج البسيطة لتستخدمها على جهازك. بينما هناك لغة الجافا التي تعتبر أكثر تعمقا وصعوبة ويمكنك من خلالها التعامل مع برمجة الويب وتطبيقات الهاتف. عندما تعرف أن إتقان لغة الجافا ستمكنك من فهم لغة بايثون أسرع، فإن المنطق سيحدثك في هذه الحالة أن تبدأ بتعلم الجافا أولا. أما إذا كان مجال عملك متعلقا بالأحياء والعلوم قليلا، فإن بايثون سيكون رفيقك الأفضل. لذلك، تعلم بايثون أولا سيكون هو الأمر الأفضل في هذه الحالة.
قم بوضع خطة العمل
بعدما أن قمت بتحديد الهدف الذي ستعمل على تحقيقه ثم قمت بوضع الأهداف الأصغر في سبيل تحقيقه، فإن خطوتك التالية ستكون ببدء خطة العمل على تحقيق تلك الأهداف. ابدأ بأخذ أول هدفين من تلك القائمة ثم قسمهم إلى أهداف أصغر وأصغر يمكن تقسيمها على المستوى اليومي. فمثلا فيما يتعلق بلغات البرمجة فأنت لن تصبح خبيرا بين ليلة وضحاها، هناك الأساسيات التي ستتمكن من خلالها فهم اللغة التي ستتعامل بها، ثم الأكواد البسيطة التي ستجعلك تألف البرنامج، ثم البدء في كتابة برنامج كبير نوعا ما … الخ. قم بإمساك أول هدف من هذه الأهداف كالأساسيات مثلا ثم حدد أنك ستكمل خمسة أساسيات كل يوم حتى تتم الأساسيات وتتمكن من بدء كتابة برنامج بسيط بنفسك. ثم ابدأ بوضع خطة الهدف القادم وهكذا. اجعل أهدافك بسيطة وسهلة التحقيق ليمكنك لمس الإنجازات بسهولة وسرعة وحتى لا تمل من عملية التعلم قبل إتمام ما تحتاجه.
قم بتطوير طريقة تفكيرك
كما أوضحنا سابقا حول ما سيقوم به عقلك لمحاربة رحلة إدراك القدرات الذاتية تلك، فإن عليك أن تعرف كيف تقوم بتطويع عقلك وتطوير تفكيرك. هناك بعض النقاط الأساسية حول هذا الأمر وهي أن تثق في قدرتك على التعلم، أن تبقي سقف توقعاتك منطقيا، أن تفكر بإيجابية وأن تنظر إلى خبرات الآخرين.
الخطوات الأربعة نحو تطوير قدراتك
الثقة في قدرتك على التعلم ستجعلك تقدر حقيقة أن إدراك القدرات الذاتية لا يتم بين ليلة وضحاها وأنك بحاجة إلى الالتزام والتعلم الدائم من أجل تحقيق أهدافك. هذا سيقودك إلى الخطوة التالية نحو إبقاء سقف طموحاتك واقعيا. فأنت لن تصبح محترفا في عزف الكمان في خلال شهر واحد، لذلك اجعل طموحاتك في حدود المعقول والمنطق لكي لا تقوم بإحباطك عندما لا تتحقق تلك التوقعات. بالإضافة إلى المنطقية ستحتاج أيضا إلى الإيجابية في التفكير بشدة حتى تصبح قادرا على تقبل خيبات الأمل وتقبل حقيقة أن ليس كل شيء يتم كما هو مخطط له. عليك أن تقوم بتذكير نفسك بالشخص الذي تود أن تصبح عليه وأن تتذكر أيضا أن هذا الشخص ليس إلا نتاج إدراك القدرات الذاتية الخاصة بك. أي أنك يمكنك تحقيق ذلك الهدف لأن هذا الهدف هو ما ترغب فيه أنت بشدة. وأخيرا، تعلم من خبرات السابقين الذين سلكوا نفس طريق هدفك. اسألهم عن أسرار نجاحهم وكيف تمكنوا من مواجهة العقبات في طريقك حتى يكون هذا حافزا في حد ذاته من أجل أن لا تتوقف أو تتعب في خلال رحلة إدراك القدرات الذاتية .