وعشيرته ، ثم يستعمل ف الاباعد وسائر الحيوان ، واذا قد صح ذلك وظهر ظهورا حسيا فقد بظهوره ان شر الناس من جار ع نفسه ثم علي اصدقائه وعشيرته ، ثم علي كافه الناس والحيوان لان العلم باحد الضدين هو العلم بالضد الاخر .
فخير الناس العادل وشرهم الجائر،كماتبين ذلك .
وقد ادعي قوم ان نظام امر الموجودات كلها وصلاح احوالها معلق بالمحبه ، وقالوا ان الانسان انما اضطر الي اقتناء هذه الفضيله،اعني الهيئه التي تصدر عنها العداله عند تعاطي المعاملات لمافاته شرف المحبه .
ولو كان المتعاملون احباء لتناصفوا ، ولم يقع بينهم خلاف.وذلك ان الصديق يحب صديقه ، ويريد له مايريد لنفسه ، ولاتتم الثقه والتعاضد والتوازر الا بين المتحابين .
واذا تعاضدوا وجمعتهم المحبه وصلوا الي جميع المحبوبات،وام تتعذر عليهم المطالب،وان كانت صعبه شديده .
وحينئذ ينشئون الاراء الصائبه،وتتعاون العقول علي استخراج الغوامض من التدابير القويمه ، ويتقوون علي مثل الخيرات كلها بالتعاضد .
وهؤلاء القوم انما نظروا الي فضيله التأحد التي تحصل بين الكثره ، ولعمري انها اشرف غايات اهل المدينه ، وذلك انهم اذا تحابوا تواصلوا واراد كل واحد منهم لصاحبه مثل مايريده لنفسه فتصي القوي الكثيره واحده ، ولم يتعذر ع واحد منهم راي صحيح ولاعمل صواب ، ويكون مثلهم فى جميع مايحاولونه مثل مايريد تحريك ثقل عظيم بنفسه فلا يطيق ذلك .
فان استعان بقوه غير حركه ، ومدبر المدينه انما يقصد بجميع تدابيره ايقاع المودات بين اهلها ، واذا تم له هذا خاصه فقد
