8 من أصل 8
- هل نمتلك أو كنا نمتلك في أي وقت مضى فكر معماري مصري يعبر عن الشخصية المصرية وكان يمكن البناء عليه؟ بمعنى أننا ورثنا كمصريين حضارة الفراعنة ثم انتقلنا إلى فترة من الحكم الإغريقي ثم الروماني بكل تأثيراته وانتقلنا إلى الفتح الإسلامي بإفرازاته المعمارية ثم واجهتنا حالة من الركود حتى الاستعمار البريطاني وعمارته المتمثلة في عمارة وسط البلد.. فأين عمارتنا من كل ذلك؟
- الآن أنت وصفت مجموعة من الأشياء التي يجب تفصيلها. أولاً يجب أن تعلم أنه لم يكن مطلوباً من المعماري المصري الحديث أن يقلد الفراعنة وإلا اعتبر متخلفاً حيث انتهى عصر الفراعنة منذ زمن بعيد، ولكن الروح الفرعونية استمرت في كل المباني التي أنشأت في مصر في العصر المملوكي والعصر الفاطمي والبطلمي والتركي.
وتجد في كل العصور اللاحقة اختلافاً في تصميم وروح الجامع في مصر عن أي جامع في أي مكان إسلامي آخر على الرغم من أن الوظيفة واحدة لكليهما فالمسألة إذن ليست في الوظيفة ولكن في الروح المصرية القديمة التي تسللت لتطبع على مسجد السلطان حسن الذي يشبه المعابد حيث استغل المصمم فكرة “الكتلة والضوء” بينما في المغرب يعتمدون على التحرر، وهو ما يظهر في جامع مدندش لأن التحريرية جزء من تركيبة الثقافة المغربية وكأن الروح أصيلة في كل شعب مهما تنوعت وتغيرت عليه الحضارات والمؤثرات حيث تعبر عن نفسها من خلال عمارتها ومبانيها وكل أعمالها بصفة عامة ولكن هذه الروح ليست تقبل متغيرات العصر مع وجود سمات تميز كل شعب عن غيره في كل الأحوال، لذلك عندما تضع صورة للهرم بجوار معبد الكرنك بجوار مسجد السلطان حسن فسوف تجد حضارتها واحدة
“كايرو إكسبو سيتي لا يمكن اعتباره معماراً ولكنه مجرد عمل نحتي كبير”.
وسترى بينهما روحاً واحدة وارتباطاً عميقاً دون تقليد أعمى وسترى أيضاً تطوراً كبيراً للمعماري في استغلال الفراغات.