إسطنبول المدينة الساحرة التي تغادرها ولا تغادرك

إسطنبول.. المدينة الساحرة التي تغادرها ولا تغادرك

إسطنبول.. المدينة الساحرة التي تغادرها ولا تغادرك

لقد كنا 50 صحفياً من 19 دولة و22 مدينة جمعتهم إسطنبول لثلاثة أيام، تناولنا ذات الطعام واستنشقنا ذات الهواء، سحرتنا المدينة، وعندما غادرناها لم تغادرنا، ففي إسطنبول ثمة سحر يحتلك رويداً رويداً، وشعور أشبه بالعشق، تغادر ولكنك على يقين بأنك عائد فمازال في جعبة المدينة الكثير لتكتشفه، وستحتاج لسنوات لتتعرف إليها، والمثير في المدينة هم أناسها فرغم أنه بالكاد أن تجد منهم من يتحدث غير التركية، إلا أنهم يستطيعون تقديم خدماتهم ومساعدتك بطريقتهم الخاصة.
مهرجان إسطنبول للتسوق
أكثر من 3000 مركز تسوق تشارك في مهرجان إسطنبول للتسوق الذي بدأ في حزيران، والذي يهدف الوصول لمصاف المهرجانات العالمية للتسوق مثل مهرجان دبي وباريس وميلانو وغيرها. وأن يحقق المعادلة ما بين الإيرادات الهائلة والتخفيضات الكبيرة التي تجذب السياح. وبما أن سياحة التسوق ستستقطب المزيد من الزوار إلى البلد، وستساهم برفد الاقتصاد بمزيد من العائدات، بدت المدينة مستعدة بدءاً من حدائقها وفنادقها ووصولاً إلى متاحفها، وكل مراكز الجذب فيها.
ليل إسطنبول في أمينونو
في حي أمينونو الكائن في قلب مدينة المسورة تقع أهم المعالم والمزارات السياحية، ومازال الحي يحوي الكثير من آثار القسطنطينية، ويسمى رسمياً حي الفاتح، حيث فيه الكثير من المباني الحكومية الرئيسية، أما سوق الحي الشعبي الشهير فهو يستقطب السياح في النهار لما يحويه من تنوع في المنتجات وتوغل في القدم، حيث يجد فيه السائح كل ما يريد من هدايا لأحبته، وما إن يغلق السوق في الثامنة حتى يعج المكان بالباحثين عن الهدوء، والجلوس على الأزقة المطلة على البوسفور، والتنعم بجمال الليل في المدينة، وارتشاف الشاي التركي الشهير.
السلطان أحمد وآية صوفيا
في منطقة السلطان أحمد مازال التاريخ يقف شاهداً على ما مر من أحداث، وعلى جهتين متقابلتين يقف الجامع الأزرق أو جامع السلطان أحمد، وكنيسة آية صوفيا التي تم تحويلها جامعاً في ما بعد قبل أن يحولها أتاتورك متحفاً في 1935، ودخلنا الجامع الأزرق أولاً، وهنا عليك أن تخلع نعليك احتراماً لقدسية المكان، الذي يرجع بناؤه للقرن السابع عشر الميلادي، وأول ما سيلفت أنظار السائح القباب الكبيرة المتداخلة، وسيكون أسير الهندسة المعمارية المذهلة للمكان والسيراميك المنتشر في كل ركن، والصاعد مع القباب نحو السماء، وسيلف المكان برأس مرفوع محاولاً تتبع الزخرفات والتعرجات الصاعدة مع القباب للسماء، وعند الخروج من المسجد سيجد مباشرة أمامه، وعلى بعد أمتار قباب آية صوفيا تسمق للأعلى شاهداً آخر على التاريخ، وهي الكنيسة التي بناها لأول مرة قسطنطين الكبير في القرن الرابع الميلادي، وداخلها حبسنا أنفاسنا ونحن نرى الفسيفساء والرسوم الدينية والآيات التي تزين المكان، وهناك لم أستطع مقاومة الوقوف في طابور الحظ الطويل، وأدخلت إصبعي داخل ثقب الحظ وتمنيت أمنية، فقدسية المكان كما يقال تجلب السعد وقد تتحقق الأمنية.

m2pack.biz